جلسات غسيل الكلى في حلب بحاجة أصحاب “البصمات الإنسانية”
دعا مدير الشؤون الاجتماعية بمحافظة حلب، صالح بركات، من سماهم “أصحاب البصمات الإنسانية المميزة” لتقديم الدعم المادي في سبيل إنقاذ أرواح مرضى غسل الكلى، بعد توقف طويل لجلسات علاجهم.
وأضاف بركات، في حديث إلى صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الخميس 5 من آب، أن مرضى الكلى بحلب بحاجة كبيرة إلى إجراء جلسات غسيل الكلى، ولكن مواد الجلسات غير متوفرة في الهيئة العامة لمستشفى الكلية بحلب (مشفى ابن رشد).
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تعطل أجهزة جلسات غسيل الكلى في مستشفى “الجامعة” الحكومي بحلب، وإلغاء عدة مستشفيات حكومية أخرى الجلسات شبه المجانية للمرضى، تحركت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري.
وفي 3 من آب الحالي، وجه كل من وزير الصحة، حسن غباش، ومدير صحة حلب، زياد الحاج طه، بقبول مرضى غسل الكلى من مستشفى “الجامعة”، في مستشفى ابن رشد.
كما طالب غباش بـ”استنفار كامل” لجميع العناصر من إدارة وأطباء وممرضين وفنيين، وذلك “لاستيعاب كافة المرضى بشكل مجاني، مع تأمين كل مستلزمات وأدوية جلسة الغسيل”.
وبحسب ما نقلت صحيفة “الوطن“، اليوم الخميس، فإن مستشفى ابن رشد يعاني أساسًا من الازدحام، ونقص في مستلزمات جلسة الغسيل، وذلك قبل أن ينتقل إليها حوالي 300 مريض من مستشفى الجامعة.
وقال أحد الأطباء في المستشفى، إن سبب نقص الأدوية والمواد الكبير يعود إلى قرار وزير الصحة السابق، نزار يازجي، بحصر استجرار الأدوية والمستلزمات الطبية لجميع مشافي الدولة مركزيًا عن طريق الوزارة حصرًا.
وطالب الطبيب، بضرورة التراجع عن هذا القرار، لإنقاذ الخدمة الطبية في مستشفيات الدولة من التدهور أو التوقف.
ومع بداية نيسان الماضي، ألغت عدة مستشفيات حكومية في حلب جلسات غسيل الكلى شبه المجانية للمرضى، دون أي حلول حكومية مجدية، ما ترك المرضى أمام خيارات صعبة لتأمين تكاليفها في ظل تدهور مستمر للوضع المعيشي.
الجمعيات لا ترد
تنتشر في محافظة حلب العديد من الجمعيات الخيرية والأهلية، بعضها منظمات مدنية وأخرى تابعة للنظام.
وعلى الرغم من مراجعتها من قبل عشرات مرضى غسيل الكلى لطلب المساعدة بتغطية نفقات الجلسات، فإنهم لم يتلقوا سوى التسويف والوعود أو الاعتذار، مثلما حدث مع فاروق الذي وصل بملفه إلى “السورية للتنمية”، وهي منظمة خيرية تابعة لأسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
تقدم المنظمة المساعدات لعائلات جرحى النظام والقوات الرديفة فقط، وإن قدمت لأحد من المدنيين فيكون ذلك عن طريق الواسطة، بعد أن يتصل أحد ضباط النظام ليتم استقبال ملف المريض، حسبما قال فاروق لعنب بلدي في 25 من نيسان الماضي.
وشرح فاروق قصته، لعنب بلدي، “منذ تاريخ 3 من نيسان الماضي، وأنا أحاول الحصول على مساعدة من (السورية للتنمية) من أجل تغطية نفقات الجلسات، في البداية رفضوا استقبالي ولكن أحد موظفي الجمعية أخبرني أنه يمكنني الحصول على مساعدة إذا كان لدي واسطة، وحاولت عن طريق معارفي، وعلى الرغم من اتصاله مع أحد ضباط النظام، لم أحصل على الدعم لتأمين نفقة الجلسات التي يجب أن تكون ثلاثًا كل أسبوع”.
ويقوم بعض تجار محافظة حلب بتقديم المساعدات للعائلات المحتاجة، وتشمل تقديم مساعدات لمرضى الأمراض المزمنة، التي تتطلب العلاج الدوري أو المستمر، مثل حال مرضى الكلى، الذين يتكفل البعض بجلساتهم، بحسب ما رصدته عنب بلدي في وقت سابق.
إلغاؤها يقتل المرضى
وبرأي طبيب الداخلية والجراحة محمد، العامل في حلب، فإن من الأفضل مراجعة مديرية الصحة في المدينة وتقديم شكوى حول إلغاء الجلسات، ومن ثم مراجعة مكتب الوزير في حال عدم التجاوب.
وقال الطبيب لعنب بلدي في وقت سابق، إن عدم الرد على الإطلاق يدل على أن إلغاء الجلسات متعمد ومقصود.
وأضاف أن إلغاءها تسبب في ارتفاع حالات الوفاة في المدينة خاصة خلال فصل الصيف، لأن الجسم ومرضى الكلى بحاجة إلى شرب السوائل، وقلتها تؤثر سلبًا على الحالة الصحية للمرضى وخاصة خلال ارتفاع درجات الحرارة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :