من المقرر أن تخضع بعثة سورية من مديرية الآثار والمتاحف التابعة لحكومة النظام السوري إلى دورة بترميم الآثار في روسيا بمدينتي تشيرسونيسوس وسانت بطرسبرغ، وتعتبر تلك أول زيارة لمؤسسات روسية لتبادل الخبرات في ترميم الآثار القديمة، بحسب ما نشرته وكالة “تاس” الروسية.
ونقلت الوكالة اليوم، الثلاثاء 3 من آب، عن نائبة مدير معهد “تاريخ الثقافة المادية” (IIMK)، التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، ناتاليا سولوفيفا، أن المتخصصين في دائرة الآثار والمتاحف في سوريا سيخضعون لممارسة في روسيا بشأن الحفاظ على الآثار القديمة وترميمها وتحديد وضعها الحالي.
ووفق ما أعلنته الخبيرة الروسية، التي عملت رئيسة مشاريع في سوريا، منها “تدمر في الزمان والمكان”، و”خلاص المعابد المسيحية الأولى في سوريا”، فإنه سيأتي إلى روسيا ثلاثة متخصصين من دائرة المتاحف والآثار السورية في رحلة استكشافية إلى تشيرسونيسوس، حيث سنعلّمهم أساليب عملنا.
كما سيأتي متخصصون روس في الترميم تابعون لإدارة المتاحف والآثار إلى متحف “الإرميتاج”، حيث سيتم تعليم البعثة أيضًا طرق ترميم القطع الأثرية، وفق سولوفيفا.
وبحسب قولها، فإن المختصين السوريين سيراقبون الحفريات الأثرية في تشيرسونيسوس وأعمال الترميم في متحف “أرميتاج”.
وقالت، “متحف (أرميتاج) لديه اتفاق بشأن ترميم مواقع التراث الثقافي وإعادة القطع الأثرية، وبينما تم تعليق العمل في عام 2020 بسبب فيروس (كورونا)، لم تكن هناك إمكانية لعبور الحدود، ولكن الآن ربما في شهر أيلول، من المقرر وصول متخصصين من سوريا”.
ولفتت إلى أن هذه ستكون الزيارة الأولى لخبراء سوريين إلى مؤسسات روسية لتبادل الخبرات في ترميم الآثار، إلّا أنها نوّهت إلى أن العمل المشترك في هذا المجال مستمر منذ عدة سنوات، إذ ذهب العلماء الروس في رحلات استكشافية إلى تدمر لإصلاح حالة المكان بعد أعمال التدمير الذي تعرض له، كما أجروا مسحًا للمعابد المسيحية في سوريا.
وقالت إنه في نهاية تموز الماضي، عقد “المعهد الدولي للإحصاء والمعلومات” مع الإدارة العامة للآثار والمتاحف “مائدة مستديرة” في سوريا حول موضوع “التراث الثقافي في خطر”، وشارك فيها ممثلو اللجنة الوطنية للثقافة في سوريا.
وشارك من الجانب الروسي خبراء في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، كما تم توقيت الحدث ليتزامن مع اجتماع لمقر التنسيق المشترك بين الإدارات الروسية وسوريا في مؤتمر “عودة اللاجئين والمهجرين السوريين” الذي عُقد في 26 من تموز الماضي.
وتتحدث وسائل الإعلام الروسية باستمرار عن عمليات الترميم والتنقيب عن الآثار في سوريا، التي تمثل هدف روسيا المُقبل في سوريا، وهو السيطرة على الإرث الثقافي، إلى جانب تدخلها في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.
وأعدّت عنب بلدي ملفًا سلّطت فيه الضوء على النشاطات الروسية في عدة مواقع أثرية، ومكاسبها الحالية والمستقبلية من السيطرة على هذا القطاع.
اقرأ أيضًا: الآثار.. “مسامير جحا” الروسية في سوريا
–