إعادة إعمار سوريا – داريا تجربة يحتذى بها
جريدة عنب بلدي – العدد 44 – الاحد – 23 -12-2012
م. أسامة نعناع – رئيس منظمة اعادة اعمار سوريا / خاص عنب بلدي
عرضنا في تقاريرنا السابقة تفاصيل عن التأسيس وآلية العمل والخطط والطموحات والعقبات والصعوبات وشرحنا شرحًا مفصلًا ( نوعًا ما ) ما هي الرؤى والأهداف الآنية والمستقبلية
نود في هذا التقرير أن نعطي مثالًا حيًا وواقعيًا عن تجربة فريدة جدًا قام بها أهالي داريا لإعادة إعمار منازلهم وإعادة المهجرين لها.
كما ذكرنا سابقًا أن مشروع إعادة الإعمار ينقسم لشقين أساسين:
-1 الترميم، ويقع في المنظور القريب.
-2 إعمار الإعمار والبناء لكل المرافق والبنى التحتية وإعادة التخطيط والتصميم، ويقع في المنظور البعيد.
أدرك أهل داريا ذلك وعملوا بجد على المنظور القريب ونفذو تجربة مثالية في طريقة الترميم.
أنسخ لكم ما كتبه أحد ناشطي مدينة داريا وعضو في منظمة إعادة الإعمار في سوريا:
بعد القصف المستمر والاقتحام الذين حدثا أواخر شهر آب أغسطس 2012 والمجزرة التي رافقته كانت الخسائر المادية كبيرة جدًا (عدد سكان داريا يقارب 280 ألف نسمة).
وقد قسمنا الأضرار على النحو التالي:
-1 المنازل المحروقة عددها قليل نسبيًا أقل من 20 منزل ومحل.
-2 المنازل المتضررةبشكل طفيف (تكسير واجهة أو شباك أو فتحة صغيرة بالجدار) بالمئات، وربما يصل لألف منزل.
-3 المنازل المتضررة بشكل جزئي (تهدم غرفة أو أكثر أو تهدم المنزل بالكامل ولم يعد صالحًا للسكن على وضعه الراهن) بلغ حوالي 400 منزل.
تلقت المدينة مبالغ جيدة للإغاثة تم تخصيص جزء منها لإعادة الإعمار.
الترميم في هذه الحالة يعني جعل المنزل قابلًا للسكن وليس ترميمه ليعود كما كان.
بدأت اللجنة الإغاثية في داريا بمشروع إعادة الترميم والإعمار، وتعاونت مع الجمعية الخيرية في المدينة -لاعتبارات أمنية بالدرجة الأولى- لتنفيذ المشروع.
بعد تشكيل المجلس المحلي لمدينة داريا تم نقل مسؤولية الإشراف على المشروع إلى مكتب الخدمات في المجلس.
حتى الآن تم الانتهاء من ترميم أكثر من 200 منزل بتكلفة تجاوزت 1.5 مليون ليرة سورية (بعض المنازل كلفت فقط 20 ألف ليرة وبعضها كانت تكاليفه كبيرة جدًا)
بهدف تخفيض التكاليف تم اعتماد آلية يمكن تسميتها «التشبيك» وتقوم على أن يقدم المستفيد من خدمات المشروع خدماته بشكل مجاني أو باقل كلفة ممكنة حسب قدرته…
مثلًا شخص يعمل بلاطًا ومنزله متضرر يستفيد من خدمات المشروع ويقوم بالمقابل بتقديم خدماته -تبليط منازل متضررة- بشكل مجاني أو مقابل مبلغ مالي أقل ما يمكن وكذلك الحال بالنسبة لبقية الورشات والمهن. وبالطبع تم التعاقد مع عدد كبير من الورشات من غير المتضررين والذين أيضًا ساهموا بتخفيض الكلفة من خلال تنفيذ بعض المنازل مجانًا.
بعض المنازل قام أصحابها بترميمها بأنفسهم كونهم مقتدرين ماليًا.
بعض المنازل تم تأجيلها حاليًا كون أصحابها نزحوا داخليًا أو خارجيًا.
هذه التجربة الرائعة نراها (كمنظمة إعادة الإعمار) من أفضل التجارب نجاحًا كون فيها من وحدة الحال والتأخي بين أهل المجتمع الواحد الشيء الكثير، هذا من جهة أما من الجهة الثانية فهي عملية جدًا من حيث تخفيض التكاليف.
بوركتم أهلنا بداريا أنكم حقًا مثل يحتذى به
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :