شهدت مدينة درعا هدوءًا نسبيًّا منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، الثلاثاء 3 من آب، بعد تصعيد عسكري اتبعه النظام مساء أمس، بقصفه المدينة ومحاولة اقتحامها من قبل قوات “الفرقة الرابعة”.
وأدت محاولة الاقتحام إلى اشتباكات مع مقاتلين محليين من أبناء مدينة درعا، دون ورود معلومات عن خسائر للطرفين، بحسب مراسل عنب بلدي في درعا.
ونقلت وكالة “نبأ” المحلية، عن مصدر محلي، معلومات عن سريان تهدئة جديدة في درعا لمدة 24 ساعة مع إحياء مسار المفاوضات بين لجنة التفاوض وضباط النظام وروسيا حول المدينة المحاصرة.
وأضاف المصدر الذي لم تسمّه الوكالة، أن لجنة التفاوض قدّمت مساء أمس، الاثنين، مقترحًا جديدًا ينص على نشر قوات عسكرية تابعة للنظام (فرع الأمن العسكري والفرقة 15) إلى جانب عناصر من “الفيلق الخامس” ضمن مواقع عدة في درعا البلد والأحياء الأخرى، دون معلومات عن أي نتائج.
وأصدر “مجلس عشيرة درعا”، مساء الاثنين 2 من آب، بيانًا حول المفاوضات الأخيرة في محافظة درعا، طالب فيه عضو “اللجنة المركزية” وأحد أطراف المفاوضات، الشيخ فيصل أبازيد، الضامن الروسي بتحمل مسؤولياته كـ”ضامن”، لحماية سكان المدينة من حملات الخطف والقتل والقصف التي تنتهجها قوات النظام في سياستها بالتعامل مع المدينة في ظل فشل اتفاق التهدئة الأخير.
كما أعرب أبازيد عن استنكاره للاستفزازات والحشود المتزايدة لقوات النظام على أطراف مدينة درعا وفي جميع مدن وبلدات حوران، والقصف والأعمال العسكرية اليومية.
في حين قال مصدر مقرب من “اللجنة المركزية” لعنب بلدي، إن المفاوضات الأخيرة التي جرت بوساطة روسية، فشلت نتيجة تمسك النظام بالعقلية العسكرية والأمنية لفرض حلوله، الأمر الذي يرفضه سكان درعا البلد.
وأدى فشل المفاوضات إلى اشتباكات ومحاولات اقتحام شرعت بها قوات النظام، لكنها قوبلت بمقاومة عنيفة أدت إلى إعطاب عربة عسكرية من نوع “شيلكا”، بحسب “تجمع أحرار حوران” المحلي، وهو ما أكده مراسل عنب بلدي في درعا.
بينما استمرت قوات النظام باستقدام تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة المحاصرة، أبرزها جمرك درعا القديم والجهة المقابلة لحي المخيم، تزامنًا مع خروج آليات عسكرية أخرى من منطقة الضاحية باتجاه درعا البلد، بحسب وكالة “نبأ“.
وكان وزير دفاع حكومة النظام السوري، العماد علي أيوب، وصل، صباح أمس الاثنين، إلى مبنى حزب “البعث” في حي المطار، بمنطقة درعا المحطة، للاجتماع مع اللجنة الأمنية الممثلة للنظام السوري، في المفاوضات الجارية في درعا.
وبينما لم تعلن قوات النظام حتى تاريخ الخبر عن مهمة وزير الدفاع أو سبب زيارته لدرعا بشكل رسمي، أفاد مراسل عن بلدي في درعا، أن زيارة أيوب أمس، الاثنين، إلى درعا المحطة، جاءت في إطار إجراء مفاوضات جديدة بين اللجان الممثلة عن النظام وأبناء درعا البلد، بوساطة روسية.
بينما تواردت أنباء أمس عن فشل المفاوضات الأخيرة في ظل تصعيد عسكري محتمل من قبل قوات النظام.
وتشهد مدينة درعا تصعيدًا عسكريًا من قبل قوات النظام السوري، منذ 28 من تموز الماضي، إذ حاولت “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام اقتحام المدينة عدة مرات، دون أن تنجح في ظل مقاومة مستمرة لأبناء المدينة.
وكان ريفا درعا الغربي والشرقي شهدا هجمات لمقاتلين محليين على حواجز أمنية تابعة لقوات النظام، انتهت بسيطرة أبناء المنطقة على أكثر من 60 من النقاط العسكرية للنظام في المنطقة الجنوبية.
–