أخضر أحمر عنابي..
عروة قنواتي
أردتُ من خلال ذكر الألوان في العنوان الإضاءة السريعة على التمثيل العربي الكروي في بعض المنافسات هذه الأيام، ضمن “الكأس الذهبية” لاتحاد أمريكا الشمالية و”الكونكاكاف” أو في أولمبياد “طوكيو 2020”.
وأدرجتُ الأخضر على الرغم من سوء أداء ونتائج ومباريات المنتخب السعودي الشقيق للفئة الأولمبية، وخروجه من دور المجموعات في الأولمبياد بثلاث هزائم، لتبقى المشاركات السعودية تنتظر أول انتصار في مسابقة كرة القدم بعد مشاركتين سابقتين في “لوس أنجلوس 1984″، و”أتلانتا 1996″، والآن في “طوكيو 2020″.
لم يسجل المنتخب السعودي خلال تسع مباريات أي نقطة في مشاركاته، وهُزم في جميع المباريات مع اختلاف الأجيال، من المخضرم الدولي ماجد العبد الله وصولًا إلى النجعي والشهري والبريكان.
المنتخب السعودي في طوكيو لم يكن سيئًا ولم يكن مميزًا، وللأمانة فإن الهفوات الدفاعية والتخبط في الخط الخلفي للكرة السعودية كانت قاتلة وسبب كل المصائب، بصرف النظر عن أداء الخصوم الذي تراوح بين المستفيد وذي المهارة وصاحب الفوز المستحق.
كان بإمكان الأخضر أن يتعادل مع ساحل العاج بسهولة وأن يفوز على ألمانيا، التي تقدم أسوأ نسخة من شبابها ولاعبيها هذه الأيام، وتبقى الهزيمة أمام السامبا البرازيلية واقعية ومنطقية ومحتملة لقوة ومهارة المنتخب البرازيلي وعطاء لاعبيه في عديد البطولات والأندية الكبرى.
كان بالإمكان أفضل مما كان، و”هاردلك” لعشاق الأخضر السعودي خيبة الأمل التي تسبق مونديال “الدوحة 2022″، على أمل تحسين الصورة والموقف في التصفيات المؤهلة للمونديال.
العنابي القطري لا يزال في جولاته ومشاركاته ومخططه، الذي انطلق منذ عامين لتحضير المنتخب الأول للمونديال، الذي يقام على أرضه وبين جماهيره لأول مرة في المنطقة العربية منذ انطلاق مسابقة كأس العالم عام 1930.
وبعد أن حقق العنابي لقب كأس آسيا للرجال في الإمارات العربية المتحدة، شارك في “كوبا أمريكا 2019″، وشارك في تصفيات كأس العالم عن القارة الآسيوية، ويشارك حاليًا في تصفيات أوروبا المؤهلة للمونديال، وسيستضيف آخر العام الحالي بطولة كأس العرب بمشاركة المنتخبات العربية بأغلب نجومها، وقد أنهى قبل أيام مشاركته في بطولة “الكأس الذهبية” بخسارته فرصة الوصول إلى المباراة النهائية بالخروج أمام الولايات المتحدة الامريكية في نصف النهائي، وفي الدقيقة القاتلة بهدف دون رد.
لا أريد أن أسرد أكثر وأصل إلى درجة المديح بالإعداد والتحضير القطري للمنتخب الأول. بالتأكيد أثرت فترة جائحة “كورونا” على مستوى الفريق، وصار بحاجة إلى تجديد في الدماء بحسب متابعتي المتواضعة لكرة القدم، إلا أن المنتخب ثابت وجريء في أرض الملعب، وأمام أي منتخب يسجل، ويتابع في المباراة، يتأخر ويهدد، كما في المنتخبات المميزة. مشوار التحضير بهذا الأسلوب سيؤتي ثماره الطيبة والحقيقية للعنابي في المونديال بلا شك.
عند الحديث عن المنتخب المصري الشقيق، فراعنة إفريقيا، لا بد من شكر المدرب المخضرم شوقي غريب، لأنه اكتسب الشجاعة في نهاية دور المجموعات بأولمبياد “طوكيو”، قبل أن ترحل الطيور بأرزاقها، فقد تعادل الفراعنة مع إسبانيا وخسروا أمام الأرجنتين، وكانوا على أبواب الخروج من المسابقة قبل أن يعدل شوقي غريب في خطة وظهور وشكل المنتخب ليفوز على أستراليا ويتأهل لمقابلة البرازيل في ربع النهائي.
في الأدوار الإقصائية، خسر بهدف دون رد أمام السامبا، بعد مباراة شائقة أبدع بها الحارس الشناوي، كما في كل مباريات المنتخب، وقدم المنتخب المصري أداء معقولًا يشعرك بأن وجود محمد صلاح ومصطفى محمد وبعض اللاعبين من المحترفين كافٍ لمتابعة المشوار نحو المونديال، ولتسجيل نتائج طيبة في أمم إفريقيا، مطلع العام المقبل في الكاميرون.
أخضر أحمر عنابي… وبانتظار بقية الألوان من المنتخبات العربية، وبانتظار إشراقات أكبر تسحق مفهوم الطفرة والمشاركة المشرفة، وتنتقل بكرة القدم العربية نحو العالمية بامتياز.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :