هناك عدة مشاهد سينمائية يصعب على الجمهور نسيانها، ليس لارتفاع سويّتها الفنية أو إنتاجها الضخم، بل كون تلك المشاهد صاحبَها منتج فريد من الموسيقى التصويرية، التي كان لها الدور الأبرز في طبع المشهد في ذاكرة الناس، وإعلاء قيمة الفيلم نفسه فوق مستواه المفترض، بسبب وجود الموسيقى الخاصة بالفيلم تحديدًا.
صورة فيلم “Inception” لا تكتمل دون موسيقاه تحت اسم “Time” للمؤلف الموسيقي الألماني هانز زيمر.
تندرج فكرة العمل ضمن الأفلام التي تقف بين خط العبث بعقل المشاهد وبين التعاطف معه، إلى درجة محاولة المخرج كريستوفر نولان شرح فكرة عمله أكثر من مرة وتبسيطها عن طريق توصيفها بمشاهد خاصة داخل الفيلم الذي أُنتج عام 2010.
قصة “Inception” تقوم على أساس الخيال العلمي، بمحاولة العميل السري الرفيع المستوى “كوب”، الذي لعب دوره ليوناردو دي كابريو، سرقة أفكار رجال أعمال أو شخصيات عامة بالدخول إلى أحلامهم ومعرفة ما يدور في بالهم وأسرار حياتهم المهمة، ليس بغرض التطفل على تلك الأسرار، وإنما لاستخدامها لمصالح مؤسسات أو شركات منافسة.
الموسيقى التصويرية كانت إحدى وسائل المخرج كي يدمج جمهوره بأحداث الفيلم.
فموسيقى “Time” التي ترفع درجة الحالة العاطفية لأحداث الفيلم، تشير إلى البعد الزمني الحالي للشخص وارتباطه بالذاكرة أو البعد الزمني المتجه نحوه في المستقبل.
بسرد موسيقي، يعبر هانز زيمر عن صراع العميل “كوب” للقاء أطفاله المحروم من رؤيتهم حتى تنفيذ مهمة معيّنة، وعلاقته بزوجته المتوفاة بسبب ضياعها بين عالم الأحلام والعالم الحقيقي.
وبذلك، تكون دلالة الموسيقى التي تخدم الفيلم تعبر عن اسمها، الذي يرتبط بشكل مباشر مع موضوع العمل.
استعان المخرج نولان بالمؤلف الموسيقي هانز زيمر في عمل آخر، وهو فيلم “Interstellar” بمقطوعته المشهورة “No Time For Caution“، التي صارت، بالإضافة إلى مقطوعة “Time”، أيقونتين موسيقيتين معروفتين لدى شريحة واسعة من الناس، خصوصًا من محبي السينما.