“الإسرائيليون لم يفعلوا بغزة ما يمارسه النظام السوري تجاه درعا البلد. لو كان بإمكانه قطع الهواء لقطعه عن الناس، وذنبهم أنهم أبدوا موقفًا يغاير سياسته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة”.
هكذا وصف “أبو ابراهيم”، أحد المقيمين في ريف درعا، ممارسات النظام التي لم تقتصر على قصف منطقة درعا البلد بل تعدت لتحرم سكان المنطقة من الخدمات الأساسية.
وتعاني مدينة درعا في ظل الحصار الخانق عليها من قطع النظام السوري عنها أبسط الخدمات الرئيسية التي يحتاجها المدنيون يوميًا.
وأفاد مراسل عنب بلدي اليوم، الأحد 1 من آب، أن المدينة تعاني من نقص في الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وطحين بالإضافة للمواد الطبية بعد إطباق حصار النظام السوري على المدينة، منذ حزيران الماضي، وزاد الوضع سوءًا التصعيد العسكري الذي بدأه النظام، منذ 28 من تموز.
وقال عضو لجنة إغاثية بالمدينة، تحفظ على كشف اسمه لأسباب أمنية، إن المدينة تعاني منذ أسبوع من انقطاع تام للخدمات الرئيسية، كقطع مياه آبار خربة غزالة شرقي درعا، وقطع آبار الشياح بعد سيطرة “الفرقة الرابعة” عليها، في 22 من تموز الماضي.
وأضاف عضو اللجنة أن مصدر المياه الحالي للناس هو آبار ذات منسوب ضعيف.
ووصل سعر متر المياه المكعب إلى 6000 ليرة سورية (مايعادل 1.8 دولار أمريكي)، ولا تخضع المياه لعمليات التعقيم بالكلور، مما ينذر بكارثة صحية.
كما أغلق المستوصف الطبي في درعا البلد، في 28 من تموز الماضي، بعد تعرضه لحوادث قنص من قبل المجموعات المحلية التابعة لقوات النظام السوري، والمتمركزة في حي المنشية.
ويعتبر المستوصف النقطة الطبية الوحيدة في درعا البلد، ويعرض خروجه من الخدمة حياة أهالي المنطقة للخطر، وخاصة في ظل الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري.
وقال العضو إن “البلد مقبلة على مجاعة في حال استمرار الحصار”، إذ تخبز لجنة البلد المحلية حاليًا، كميات قليلة، ففي كل يومين تخبز مرة.
كما تشهد المدينة انقطاعًا تامًا للكهرباء، لليوم السابع على التوالي.
أحد وجهاء درعا قال لعنب بلدي إن النظام استخدم الخدمات التي هي من حق الشعب، لتنفيذ مصالحه في إخضاع سكان المنطقة، إذ قطع المياه والكهرباء، وعَمد إلى استهداف النقطة الطبية بالقناصات من أجل إغلاقها.
وكانت قوات النظام فرضت حصارًا عسكريًا على مدينة درعا البلد على خلفية رفض “اللجنة المركزية” في المدينة تسليم الأسلحة الفردية التي يملكها سكان المدينة، بالإضافة إلى تسليم مطلوبين لقوات النظام.
وقتل ثمانية مدنيين، بينهم سيدة وأربعة أطفال، في درعا الخميس، 29 من تموز، إثر قصف للنظام السوري على مناطق متفرقة في درعا، بحسب “مركز توثيق الشهداء في درعا”.
وأفاد موقع “تجمع أحرار حوران”، اليوم بتجدد قصف قوات النظام بقذائف الهاون والمضادات الأرضية على منطقة درعا البلد، بالتزامن مع اشتباكات في منطقة المنشية بدرعا.
كما أفاد التجمع بنزوح عشرات العائلات التي نزحت سابقًا من درعا البلد إلى منطقة درعا المحطة إلى خارج مدينة درعا، بسبب المضايقات التي تعرضت لها من قبل عناصر الأمن العسكري والاعتقالات بحقهم.
وأعربت كل من الأمم المتحدة وفرنسا وأمريكا في بيانات متفرقة عن قلقها إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده درعا البلد.
وعلى الرغم من توصل طرفي المفاوضات، اللجنة الأمنية التابعة للنظام واللجنة المركزية التابعة لوجهاء درعا، إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت، تتواصل تعزيزات النظام في الوصول إلى المنطقة لتواصل عملياتها العسكرية.