حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، من ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في 23 دولة حول العالم، بينها سوريا.
وتوقع تقرير أممي أصدرته المنظمتان، الجمعة 30 من تموز، أن تؤدي النزاعات الدولية، والتداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وأزمة المناخ، إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في 23 بؤرة ساخنة حول العالم، خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
ومن بين هذه البؤر دول عربية هي: سوريا، ولبنان، واليمن، والصومال، والسودان، وجنوب السودان، إلى جانب: أفغانستان، وأنغولا، وإثيوبيا، وتشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى وأمريكا الوسطى (غواتيمالا ونيكاراغوا وهندوراس)، ومنطقة وسط الساحل (بوركينا فاسو ومالي والنيجر)، وكولومبيا وكينيا وليبيريا وميانمار ونيجيريا وهايتي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وسيراليون ومدغشقر وموزمبيق.
وأكد التقرير وجود حاجة ماسة إلى العمل الإنساني للحيلولة دون تفشي الجوع والمجاعة والموت في جميع البؤر الساخنة.
وصار 41 مليون شخص حول العالم معرضين لخطر المجاعة ما لم يحصلوا على مساعدات فورية غذائية وتتعلق بسبل العيش، وفقًا للتقرير.
وأشار التقرير إلى أن عام 2020 شهد مواجهة 155 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد بمستوى الأزمات أو مستويات أسوأ وذلك في 55 دولة حول العالم، وهو ما يمثل زيادة تقدّر بما يزيد على 20 مليونًا مقارنة بعام 2019.
ولفت التقرير إلى أن التوقعات تشير إلى مزيد من التفاقم في مستويات انعدام الأمن الغذائي هذا العام.
وبيّن التقرير أن القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية تشكّل أحد العوامل المفاقِمة بشدة لخطر وقوع المجاعة، وتعد سوريا من بين الدول التي تواجه أكبر العقبات التي تحول دون وصول المساعدات، كما صُنفت كإحدى أسوأ بؤر الجوع، التي يتزايد فيها الجوع الذي يهدد الحياة.
دعم الزراعة لتفادي المجاعة
المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، قال، “تتكون الأغلبية العظمى من الذين هم على وشك الانهيار من المزارعين. وفضلًا عن تقديم المساعدة الغذائية، يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لمساعدتهم على استئناف إنتاج الغذاء بأنفسهم”.
وأضاف أن ذلك ضروري “حتى تتمكن العائلات من العودة إلى الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد فقط على المساعدات للبقاء على قيد الحياة”.
وأكد دونيو أن ذلك لن يكون ممكنًا دون توفر التمويل اللازم وإمكانية الوصول، لافتًا إلى أنه دون دعم الزراعة كوسيلة رئيسة لمنع انتشار المجاعة، ستستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد.
بدوره، حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، من أن “العائلات التي تعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء معلّقة بشعرة. وعندما لا نتمكن من الوصول إليهم، فإن هذه الشعرة ستُقطع، وستكون العواقب كارثية بكل معنى الكلمة”.
وقدّم التقرير توصيات خاصة بكل بلد لتغطية الاستجابات الطارئة على المدى القصير، إلى جانب إجراءات استباقية لزيادة الإنتاج الزراعي ما سيحول دون تفاقم انعدام الأمن الغذائي.
4.8 مليون سوري يعتمدون على المساعدات
وكان برنامج الأغذية العالمي ذكر، في 5 من تموز الحالي، أن نحو 90% من العائلات السورية تتبع استراتيجيات وأساليب تأقلم سلبية للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح، عبر تغريدة في “تويتر”، أن السوريين يلجؤون لتقليل كمية الطعام الذي يتناولونه، بالإضافة إلى شراء كميات قليلة مما يحتاجون إليه، لافتًا إلى اتباع السوريين أسلوب الاستدانة، أي الاقتراض لشراء حاجاتهم الأساسية.
وأضاف أن 4.8 مليون سوري يعتمدون على المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي للبقاء على قيد الحياة.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، هناك حاجة إلى أكثر من عشرة مليارات دولار لعام 2021، من أجل دعم السوريين المحتاجين بشكل كامل، وهذا يشمل 4.2 مليار دولار على الأقل للاستجابة في سوريا، و5.8 مليار دولار لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في المنطقة.
–