قرآن من أجل الثّورة 44
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
البوصلة
ليس المبتغى من النقد الذاتي بأي حال من الأحوال التعالي على الواقع أو محاولة قلبه إلى مجتمع ملائكي فذلك ضرب من الخيال. إنّ مجرّد قدرتنا على ضرب أمثلة من مجتمع الرسول عليه الصلاة والسلام يعني حدوثها وأن المجتمع لم يكن ملائكيًا. التفكّر هو محاولة لوضع علامات لكي لا نفقد الاتجاه ونحافظ على المسار، إن فقدان الخطاب الأخلاقي واستبداله بخطاب التبرير يخلط الأوراق ويفقدنا جميع الاتجاهات، المحافظة على البوصلة الأخلاقية يحرّك الثورة للأمام لأن هناك شيئًا أمامنا نتطلع للوصول إليه، والوقوع في فخ التبرير وتلميع الواقع أقل ما يفعله هو المراوحة في المكان إن لم يكن الرجوع القهقري والنظر للوراء للتغني بالأمجاد! تلك هي الاستجابة التي أقامت الحجة على الناس {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ} (الشورى، 16).
الشوق للانتماء
لدينا شوق دفين للانتماء وقلق من الانفصال وحرج من التغريد خارج السرب طويلًا، لذلك نسارع إلى تعليق عقولنا الفردية على عتبة الباب ونستبدلها بممارسة طقوس العقل الجمعي الهستيرية متعللين بالجزء الصائب الذي نتفق فيه معهم غاضّين البصر عن بقية الكتاب المفقود!! طوبي لمن حمل قلقه وأكمل الطريق بحثًا عن بقايا الكتاب وسط ضحكات الفرحين {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (سورة المؤمنون، 53)
أبو فرات
ربما قصة الشهيد «أبي فرات» فرصة للنظر إلى الأفكار بعيدًا عن موقع قائلها منّا، فكل واحدة منها كانت تكفي لزندقة قائلها وإخراجه من ملة الثورة (رأيه في العساكر غير المنشقين… المقتولين… وفي العلوية)! {وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ} (سورة هود، 89)
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :