توصل طرفا المفاوضات في درعا، “اللجنة المركزية” المتمثلة بوجهاء مدينة درعا، و”اللجنة الأمنية” التابعة لقوات النظام السوري، إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لإتاحة المجال لاستكمال المفاوضات، فيما يتعلق بالاتفاق الأخير الذي نقضه النظام خلال الأيام القليلة الماضية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن اجتماعًا بين اللجنتين “الأمنية” و”المركزية” عُقد، مساء الخميس 29 من تموز، في درعا البلد، ضمّ ممثلين عن “اللواء الثامن” والقيادي السابق في فصائل المعارضة، عماد أبو زريق، وممثلين عن لجنة ريف درعا الغربي مع “اللجنة المركزية”، ووجهاء درعا البلد.
وقال مصدر مقرب من “اللجنة المركزية” في درعا البلد لعنب بلدي، إن اللجنة رفضت الاجتماع المباشر مع النظام السوري، في حين طالب الأخير بترحيل خمسة أشخاص من أبناء درعا البلد إلى الشمال السوري، والعودة لاتفاق “التسوية” القديم.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية، أن “اللجنة المركزية” رفضت العودة لاتفاق “التسوية” القديم الذي يقضي بنشر نقاط عسكرية للنظام السوري، في حين أشار إلى أن خيار الترحيل لا يمكن لـ”اللجنة المركزية” أن تجبر أحد من سكان المدينة عليه.
وفي حديث إلى عنب بلدي، قال “أبو علي محاميد”، وهو من وجهاء درعا وأحد المشاركين في المفاوضات، إن النظام السوري حمّل اللجان من المنطقة الشرقية والغربية رسالة مفادها أن النظام يبحث عن “التهدئة” ويريد العودة للاتفاق القديم.
وأضاف محاميد أن رد “اللجنة المركزية” كان بنفيها امتلاك أسلحة ثقيلة، وأن المقاتلين يحملون أسلحة فردية وخفيفة، وأن “اتفاق وقف إطلاق النار الذي يطالب به النظام، يجب أن تنفذه فرقته التاسعة وقواته المحيطة في درعا البلد أولًا”، وأن تسليم السلاح هو “خط أحمر” بالنسبة لسكان المدينة، ولن تجري أي مفاوضات حوله.
وكانت مدينة درعا شهدت، صباح الخميس 29 من تموز، تطورات متسارعة على الصعيد العسكري والميداني، إذ شنت قوات النظام مدعومة بالدبابات والمدرعات هجومًا عسكريًا على أحياء درعا البلد من محورين شرق المدينة، هما محور القبة ومحور حاجز القصاد.
وغابت القوات الروسية، الموجودة في المحافظة، عن المعارك، في حين تمكّن المقاتلون المحليون المدافعون عن المدينة من مهاجمة قوات النظام دون أي تغيير فعلي على خارطة السيطرة في المدينة، وتحدث “تجمع أحرار حوران“، عن قتلى وجرحى من قوات النظام.
وكانت مدن وقرى مدينة درعا في ريفي المدينة الشرقي والغربي شهدت هجمات من قبل سكان المنطقة على الحواجز الأمنية التابعة لقوات النظام السوري، في محاولة منهم لتخفيف الضغط عن درعا البلد.
وشهدت الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام سقوطًا متتاليًا بأيدي مقاتلي المدينة المحليين، كون أغلبية هذه الحواجز يجري تشغيلها بواسطة المقاتلين السابقين بفصائل المعارضة والمشمولين باتفاق “التسوية” المعقود بين روسيا ووجهاء المنطقة عام 2018.
وقال مراسل عنب بلدي في درعا، أمس، إن قوات النظام المتمركزة في النقاط العسكرية والحواجز الأمنية لم تبدِ مقاومة كبيرة، إنما سقطت تباعًا وسط هجمات عنيفة شنها مقاتلون محليون على هذه النقاط العسكرية.
–