بعد مضي عام على الثورة، المواقف الدولية إلى أين؟
بعد عام من الثورة السورية، عام سال فيه الدم السوري
أنهاراً في كل مدينة سورية. آلاف الشهداء وعشرات الآلاف
من الجرحى.. ردود فعل عربية ودولية وأممية لا زالت خجلة
جداً، رغم كثافة التحركات، إلا أن النتائج لم تتحقق فعلياً
على الأرض. فبعد المبادرة العربية «والدابي » الذي أرسل
إلى سورية لعمل تقرير حول الوضع فيها ونتائجه المخيبة
للآمال، يطل علينا كوفي عنان «مبعوثاً أممياً » إلى سوريا
قام بزيارة الأسد وقدم مقترحات تضمنت وقفاً فورياً
لأعمال العنف والقتل وإتاحة عمل المنظمات الإنسانية
والبدء في حوار مع المعارضة. كان رد الأسد سلبياً وطلب
«كالعادة » مهلةً لدراسة هذه المبادرة، مهلة لقتل المزيد
من السوريين.
هذا وقد أطلع كوفي عنان اليوم الجمعة مجلس الأمن في
جلسة مغلقة على نتائج زيارته واتصالاته مع الأسد مؤكداً
استمرار اتصالاته بالأسد في محاولة لوقف العنف والتوصل
لحل الأزمة السورية. وينوي عنان ارسال فريق فني لوضع
خطة عمل مراقبين دوليين والتوصل إلى حلول للقضايا
العالقة التي لم يتسلم الرد عليها بعد من حكومة الأسد.
هذا وقد تحدث إلى أعضاء مجلس الأمن عن مقترحات
مفصلة جرت بينه وبين الحكومة السورية شملت خلق
آلية محايدة لمراقبة الوضع ووقف العنف من كل الأطراف
وفتح طريق أمام إعلام عالمي ومحاولة البدء في عملية
حوار سياسي وضمان اطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
مجلس التعاون الخليجي والرد على تصعيد الأسد
من جهته قام مجلس التعاون الخليجي بإغلاق سفارات
بلاده في دمشق احتجاجاً على تمادي النظام السوري في
قتل الشعب الأعزل وتصميم النظام على الحل العسكري.
الاتحاد الأوروبي وسحب السفراء
صرحت كاثرين آشتون منسقة الشؤون الخارجية في
الإتحاد الأوروبي بأنها تسعى لدفع دول الإتحاد الأوروبي
لسحب سفراء بلادها من سوريا في رد منها على المجازر
المرتكبة بحق الشعب الأعزل كما يبحث رجب طيب
آردوغان إقامة منطقة عازلة بين الحدود التركية-السورية
لإيصال مساعدات للشعب السوري «إنسانية وعسكرية »
كما يبحث استدعاء السفير التركي من دمشق فور عودة
الرعايا الأتراك إلى بلدهم بعد دعوات أطلقها بسبب
ازدياد المخاطر عليهم مع ارتفاع وتيرة العنف من النظام
السوري
الرد الروسي نحو تغيير ايجابي
وصفت روسيا حكم الأسد بأنه غير شرعي وغير بناء في
تحول جذري تجاه الأزمة السورية. هذا وقد نفى سيرجي
لافروف دعم بلاده للأسد وقال بأن بلاده تدعم الشعب
السوري للتوصل لحلول سياسية لحل الأزمة السورية
وأعلن بأن بلاده تريد إقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين
مستقلين يتولون مراقبة وقف «متزامن » لأعمال العنف
من كافة الأطراف.
مقالات متعلقة