سيطر مقاتلو القرى المنتفضة في درعا خلال الساعات القليلة الماضية على معظم حواجز الريفين الغربي والشرقي، خلال مواجهات الهجمة العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري على درعا البلد.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، اليوم الخميس 29 من تموز، أن مقاتلين من أبناء ريف درعا هاجموا حواجز تتبع لقوات النظام في ريفي درعا الغربي والشرقي، ما اسفر عن سيطرتهم على غالبية تلك الحواجز وسط خسائر كبيرة تلقتها قوات النظام إثر التطورات المتسارعة الأخيرة.
وبدأ مقاتلو أرياف درعا بالسيطرة على حواجز الفرقة الرابعة بريف درعا الغربي، ومنها “حاجز الري” الواقع بين بلدتي المزيريب واليادودة بريف درعا الغربي، وكذلك “معسكر الصاعقة” العسكري، (وهو مركز تدريب للفرقة الرابعة في بلدة المزيريب).
تلا ذلك السيطرة على “حاجز الكهرباء” غربي مدينة طفس، وحاجز زيزون بريف درعا الغربي، وحاجز الأمن العسكري في بلدة الشجرة في حوض اليرموك غربي درعا، وحاجز البكار بين بلدتي تسيل والبكار بالريف الغربي.
كما شهد الريف الشرقي لدرعا تصعيدًا عسكريًا من قبل مقاتلي المنطقة لتخفيف الضغط عن درعا البلد المحاصرة من قبل قوات النظام، والذي تزامن مع الأعمال العسكرية في ريف درعا الغربي، إذ استولى المقاتلون المحليون على دبابة من حاجز أم المياذن شرقي درعا، وسيطروا على حاجز الأمن العسكري في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي.
وامتدت المعارك إلى بلدة كحيل المحاذية لصيدا، إذ سيطر المقاتلون على حواجزها واغتنموا عددًا من الأسلحة المتوسطة والثقيلة جراء المعارك، كما سيطر أبناء مدينة الحراك الحواجز العسكرية في المدينة الواقعة شرقي درعا.
وشهدت بلدة النعيمة، التي تحاذي مدينة درعا من جهة الشرق، سيطرة مقاتلي المنطقة على حواجز الرادار، والسرو، ومزرعة النعام، كما سيطر المقاتلون على بلدتي الغارية الغربية، والغارية الشرقية بالكامل.
وحاولت قوات النظام السوري منذ صباح اليوم الخميس، اقتحام مدينة درعا البلد من ثلاثة محاور، وأدت المعارك إلى إطباق الحصار على المدينة، بينما تصدى المقاتلون المحليون للاقتحام، واستمر القصف بالدبابات والمدفعية وصواريخ الفيل على المدينة من قبل قوات النظام المتمركزة في محيطها.
وفي حديث لعنب بلدي، قال أحد وجهاء درعا البلد، إن الوضع الصحي سيئ بالمدينة كون النقطة الطبية الوحيدة خرجت عن الخدمة إثر تعرضها للاستهداف من قبل قوات النظام، كذلك قطع النظام الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والطحين عن المدينة، ويعيش فيها قرابة 50 ألف نسمة.
وكانت عشائر الريف الجنوبي من درعا أعلنت، يوم أمس الأربعاء، وقوفها مع مدينة درعا البلد ضد الحملة العسكرية لقوات النظام.
وقال “تجمع عشائر البدو في المنطقة الجنوبية واللجاة”، في بيان حصلت عنب بلدي على نسخة منه، إن “تجمع العشائر” يعلن وقوفه مع مدينة درعا البلد والمناطق المحيطة بها.
وذكر البيان أن العشائر الجنوبية تعلن براءتها من جميع أبنائها الذين انتسبوا لقوات النظام السوري أو قاتلوا في صفوفه، مؤكدة على “الحقوق المشروعة” لأبناء درعا البلد بتلبية جميع مطالبهم من قبل النظام السوري، بحسب البيان.
وكانت قوات النظام فرضت حصارًا على درعا البلد منذ حزيران الماضي على خلفية رفض “اللجنة المركزية” في درعا طلبات لقوات النظام بتسليم الأسلحة الفردية ومطلوبين لقوات النظام بتهم أمنيّة.
وتشهد مدينة درعا حالة من الفلتان الأمني منذ سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري في تموز 2018.