حواجز النظام تتساقط.. لماذا تغيب روسيا عن المشهد الميداني في درعا
تشهد مدينة درعا البلد منذ صباح اليوم، الخميس 28 من تموز، تطورات متسارعة على الصعيد العسكري والميداني، إذ شنت قوات النظام مدعومة بالدبابات والمدرعات هجومًا عسكريًا على أحياء درعا البلد من محورين شرق المدينة، هما محور القبة ومحور حاجز القصاد.
وتزامنت التطورات الأخيرة مع عمليات تمهيد وقصف واسعين شنها النظام على أحياء درعا البلد والمخيم وطريق السد بقذائف الهاون وراجمات صواريخ الفيل، ما أدى لمقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة بحسب ما نقلت وكالة “نبأ” المحلية.
وبينما تغيب القوات الروسية، الموجودة في المحافظة، عن المعارك الجارية، ما تزال المجموعات المحلية المقاتلة تحاول صد هجوم قوات النظام حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وتحدث “تجمع أحرار حوران“، عن قتلى وجرحى في قوات النظام.
وتضامنت عدة قرى وبلدات في ريف درعا مع المدينة، ليتحول الحراك أبناء الريف التضامني إلى هجوم عسكري استهدف نقاط وحواجز عسكرية للنظام بريفي درعا الشرقي والغربي.
وبحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في درعا صباح اليوم الخميس، فقوات الفرقة الرابعة التابعة للنظام سيطرت على مزارع الشياح والقبة شرقي درعا البلد، مطبقة حصار كاملًا على درعا البلد.
واستخدمت قوات النظام خلال استهدافها للمنطقة أكثر من عشرة صواريخ أرض-أرض من نوع “فيل”، لأول مرة بعد التسوية التي أجريت عام 2018 برعاية روسية.
وبحسب المراسل، تسبب القصف المتواصل بقذائف الهاون بسقوط جرحى وقتلى من المدنيين. ووجّه أهالي المنطقة نداءً لتوفير مواد إسعافية، بعد إغلاق النقطة الطبية الوحيدة في المدينة، إثر تعرضها للاستهداف بالقناصات من قبل مجموعات محلية تابعة لقوات النظام، تتمركز في حي المنشية.
لماذا غاب “الضامن” لاتفاقيات درعا
يعتقد المحلل العسكري، العميد ابراهيم جباوي، في حديثه لعنب بلدي، أن النظام نقض اتفاقيات درعا منفردًا، مرجعًا ذلك لسببين، أولهما عدم ظهور الضامن الروسي لاتفاق “التسوية” حتى الآن في المعارك الجارية.
والسبب الثاني، باعتقاد العقيد جباوي، أن روسيا لا تزال تحاول عقد مؤتمرات متعلقة بعودة اللاجئين، ما قد يضعها في موقف ضعيف في حال مشاركتها في المعارك العسكرية في محافظة درعا أثناء دعوتها لعودة اللاجئين.
بينما لم يرجح جباوي أن يكون النظام بدأ العمل العسكري دون إذن من روسيا، وأشار إلى أن النظام لا يمكن أن يخطو باتجاه أي عمل عسكري دون ضوء أخضر روسي، بينما يعتبر الحضور القوي للفرقة الرابعة التابعة للنظام هو حضور إيراني قوي، كون الفرقة مدعومة من إيران بشكل مباشر.
ولم تشارك الطائرات الحربية التابعة للنظام أو القوات الروسية بالمعارك الجارية، ما سهل عمليات الانتشار والسيطرة الواسعين للمقاتلين المحليين في المنطقة، وهو ما يثير التساؤل إن كان الغياب الروسي سيستمر حتى يسيطر المقاتلون على المناطق التي كانت بحوزتهم قبل عام 2018.
وفي هذا السياق قال العميد إبراهيم جباوي، إن روسيا لن تسمح بسيطرة مقاتلي المعارضة على المنطقة، وفي حال استمرار الأوضاع العسكرية بالميل إلى جانب المعارضة فإن روسيا ستتدخل في نهاية المطاف.
وكانت قوات النظام السوري فرضت، في بداية حزيران الماضي، حصارًا على درعا البلد، على خلفية رفض “اللجنة المركزية” طلبًا روسيًا بتسليم أسلحة فردية يملكها أبناء المدينة.
ولم تستقر الحالة الأمنية في درعا منذ سيطرة قوات النظام على المناطق الجنوبية من سوريا، على حساب فصائل المعارضة في تموز 2018.
وحاولت قوات النظام السوري منذ صباح اليوم الخميس، اقتحام مدينة درعا البلد من ثلاثة محاور، وأدت المعارك إلى إطباق الحصار على المدينة، بينما تصدى المقاتلون المحليون للاقتحام، واستمر القصف بالدبابات والمدفعية وصواريخ الفيل على المدينة من قبل قوات النظام المتمركزة في محيطها.
المقاتلون سيطروا على 50% من الحواجز
شهدت الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام سقوطًا متتاليًا بأيدي مقاتلي المدينة المحليين، كون غالبية هذه الحواجز يجري تشغيلها عبر المقاتلين السابقين بفصائل المعارضة والمشمولين باتفاق “التسوية” المعقود بين روسيا ووجهاء المنطقة عام 2018.
وقال مراسل عنب بلدي في درعا إن قوات النظام المتمركزة في النقاط العسكرية والحواجز الأمنية لم تبد مقاومة كبيرة، إنما سقطت تباعًا وسط هجمات عنيفة شنها مقاتلون محليون على هذه النقاط العسكرية.
وبدأ مقاتلو أرياف درعا بالسيطرة على حواجز الفرقة الرابعة بريف درعا الغربي، ومنها “حاجز الري” الواقع بين بلدتي المزيريب واليادودة بريف درعا الغربي، وكذلك “معسكر الصاعقة” العسكري، (وهو مركز تدريب للفرقة الرابعة في بلدة المزيريب).
تلا ذلك السيطرة على “حاجز الكهرباء” غربي مدينة طفس، و”حاجز زيزون” بريف درعا الغربي، و”حاجز الأمن العسكري” في بلدة الشجرة في حوض اليرموك غربي درعا، و”حاجز البكار” بين بلدتي تسيل والبكار بالريف الغربي.
كما شهد الريف الشرقي لدرعا تصعيدًا عسكريًا من قبل مقاتلي المنطقة لتخفيف الضغط عن درعا البلد المحاصرة من قبل قوات النظام، والذي تزامن مع الأعمال العسكرية في ريف درعا الغربي، إذ استولى المقاتلون المحليون على دبابة من “حاجز أم المياذن” شرقي درعا، وسيطروا على “حاجز الأمن العسكري” في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي.
وامتدت المعارك إلى بلدة كحيل المحاذية لصيدا، إذ سيطر المقاتلون على حواجزها واغتنموا عددًا من الأسلحة المتوسطة والثقيلة جراء المعارك، كما سيطر أبناء مدينة الحراك الحواجز العسكرية في المدينة الواقعة شرقي درعا.
وشهدت بلدة النعيمة، التي تحاذي مدينة درعا من جهة الشرق، سيطرة مقاتلي المنطقة على “حواجز الرادار”، و”حاجز السرو”، و”مزرعة النعام”، كما سيطر المقاتلون على بلدتي الغارية الغربية، والغارية الشرقية بالكامل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :