تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تبرز تضامن أهالي مدينة إدلب، شمال غربي سوريا مع أهالي محافظة درعا التي تتعرض أحياؤها لاستهداف عسكري من قبل قوات النظام السوري، منذ صباح اليوم الخميس، 29 من تموز.
ويظهر في الفيديو مجموعة أشخاص يوزعون الحلوى على المارة في الطرقات بمناسبة تساقط الحواجز العسكرية التابعة للنظام في درعا على يد المجموعات المحلية المقاتلة.
كما حمل المتضامنون لافتات تعبّر عن تضامنهم مع مدينة درعا، وكتب عليها بعض العبارات “من إدلب العز أني من درعا”، و”من حوران هلت البشائر”.
كما عبرت مساجد إدلب أيضًا عن تضامنها مع أهالي درعا إزاء الهجوم العسكري الذي تشنه قوات النظام مدعومة بالدبابات والمدرعات على أحياء درعا البلد.
وفي السياق نفسه أصدرت “الجبهة الوطنية للتحرير” المنضوية في “الجيش الوطني السوري”، اليوم الخميس، بيانًا أدان نقض النظام لاتفاق درعا.
واتهم عضو “مجلس الشعب” خالد العبود، “اللبواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس”، المدعوم من قبل روسيا بمداهمة الحواجز في مناطق ريف درعا والسيطرة على بعضها، وخطف عناصر من قوات النظام.
كما طالب العبود بقطع الروس دعم “اللواء الثامن” باعتباره أساسيًا في مشهد الفوضى بحسب وصفه، ودعا أيضًا لدخول قوات النظام إلى المنطقة.
وشنت قوات النظام منذ صباح اليوم الخميس، حملة عسكرية على درعا البلد من محوري القبة وحاجز القصاد، بالتزامن مع تمهيد وقصف على أحياء درعا البلد والمخيم وطريق السد بقذائف الهاون وراجمات صواريخ الفيل، ما أدى لمقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة بحسب ما نقلت وكالة “نبأ” المحلية.
وتضامنت عدة قرى وبلدات في ريف درعا مع المدينة، ليتحول الحراك أبناء الريف التضامني إلى هجوم عسكري استهدف نقاط وحواجز عسكرية للنظام بريفي درعا الشرقي والغربي.
ونقلًا عن مراسل عنب بلدي في درعا صباح اليوم الخميس، سيطرت قوات “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام على مزارع الشياح والقبة، شرقي درعا البلد، مطبقة حصار كاملًا على درعا البلد.
واستخدمت قوات النظام خلال استهدافها للمنطقة أكثر من عشرة صواريخ أرض-أرض من نوع “فيل”، لأول مرة بعد التسوية التي أجريت عام 2018 برعاية روسية.
وبحسب المراسل، تسبب القصف المتواصل بقذائف الهاون بسقوط جرحى وقتلى من المدنيين، ووجّه أهالي المنطقة نداءً لتوفير مواد إسعافية، بعد إغلاق النقطة الطبية الوحيدة في المدينة، إثر تعرضها للاستهداف بالقناصات من قبل مجموعات محلية تابعة لقوات النظام، تتمركز في حي المنشية.
وكانت الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام شهدت سقوطًا متتاليًا بأيدي مقاتلي المدينة المحليين، باعتبار أن غالبية هذه الحواجز يجري تشغيلها عبر المقاتلين السابقين بفصائل المعارضة والمشمولين باتفاق “التسوية” المعقود بين روسيا ووجهاء المنطقة عام 2018.
وكانت قوات النظام فرضت حصارًا على درعا البلد منذ حزيران الماضي على خلفية رفض “اللجنة المركزية” في درعا طلبات لقوات النظام بتسليم الأسلحة الفردية ومطلوبين لقوات النظام بتهم أمنيّة.