أعلنت العاصمة الألمانية برلين رغبتها باستقبال 500 لاجئ سوري وعراقي من المقيمين في لبنان، ومن المتوقع وصول أول الوافدين خلال العام الحالي.
وأصدر مجلس الشيوخ في برلين اليوم، الثلاثاء 27 من تموز، مرسومًا يمهد الطريق أمام العاصمة الألمانية لاستقبال الأشخاص المحتاجين للحماية الذين فروا إلى لبنان، بحسب ما نقله موقع العاصمة الرسمية لبرلين “berlin.de“.
وجاء في القرار أنه بعد تنسيق شامل بين السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات، والتأخير الحاصل بسبب تفشي جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، صدر “مرسوم استقبال الدولة للمستضعفين في لبنان”، بالتشاور مع وزارة الداخلية الاتحادية، من قبل مجلس الشيوخ في برلين.
تنص الفقرة “1” من المادة “23” من قانون الإقامة الألماني، على أن توزيع تصاريح الإقامة الإنسانية المتخصصة، يتطلب موافقة وزارة الداخلية الفيدرالية، ولا يمكن اتخاذ القرارات من قبل الولايات بشكل مستقل.
وفقًا لبيان مجلس الشيوخ، فقد قرر المجلس في أواخر عام 2018، تطوير برنامج استقبال من شأنه أن يوفر المساعدة الإنسانية للفئات الضعيفة بشكل خاص.
وقال عضو مجلس الشيوخ عن وزارة الداخلية في برلين، أندرياس جيزل، في البيان، إن التركيز الرئيس للخطة هو على الأشخاص الذين يحملون الجنسية السورية والعراقية، ويقيمون حاليًا في لبنان.
وسيتم تنفيذ البرنامج خارج نطاق عملية اللجوء الشائعة، وسيتم اختيار المستفيدين قبل النقل، ولن يضطروا إلى التقدم بطلب للحصول على اللجوء في ألمانيا.
وأضاف جيزل أن عملية الاختيار التي يتم إعدادها حاليًا، ستتم بمساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وستجري شرطة ولاية برلين بعد ذلك فحصًا أمنيًا بدعم من وكالات الأمن الفيدرالية.
وتوقع جيزل وصول العائلات الأولى إلى برلين في وقت لاحق من العام الحالي.
المبادرة الحالية ليست الأولى التي تخطط فيها برلين، إحدى الولايات الفيدرالية الـ16 التي تشكّل جمهورية ألمانيا الاتحادية، لاستقبال الأشخاص المعرضين للخطر من بلدان أخرى.
ففي حزيران 2020، أصدر مجلس الشيوخ في برلين، التي يبلغ عدد سكانها 3.6 مليون نسمة، مرسومًا لجلب 300 لاجئ من الفئات الأشد ضعفًا من اليونان إلى ألمانيا، للتخفيف من “الظروف الإنسانية المقفرة” في مخيمات اللاجئين اليونانية مثل “موريا”، الذي كان في ذلك الحين أكبر معسكرات المهاجرين المتوجهين إلى أوروبا، والذي فر اللاجئون منه بعد احتراقه في أوائل أيلول عام 2020.
كما تطوعت ولاية “تورينجيا” الفيدرالية لاستقبال ما لا يقل عن بضع مئات من المهاجرين في العام الماضي أيضًا، لكن وزير الداخلية الفيدرالي، هورست سيهوفر، أوقف كل المحاولات الداعية إلى ذلك.
كما طرحت دول أخرى فكرة إطلاق برامج الاستقبال الخاصة بها، ولكن دون جدوى.
شاركت ألمانيا في اتفاقية الاتحاد الأوروبي لنقل حوالي 1600 قاصر غير مصحوبين بذويهم وأقاربهم من الجزر اليونانية، بين نيسان 2020 ونيسان 2021، وجلبت أكثر من 12 رحلة طيران 2765 شخصًا بحاجة إلى الحماية من اليونان إلى ألمانيا.
ووُزع الوافدون بين الولايات، لتهبط آخر الرحلات المنسقة من قبل الحكومة الاتحادية، في 22 من نيسان الماضي.
في أواخر حزيران الماضي، وقعت 33 مدينة أوروبية إعلانًا لتأسيس “التحالف الدولي للملاذات الآمنة”، الذي يتحد أعضاؤه في استعدادهم لاستقبال المزيد من اللاجئين والمهاجرين.
انضم “التحالف الدولي” إلى “تحالف الموانئ الآمنة الألماني”، الذي أعلن أنه سيستقبل المهاجرين واللاجئين الذين تم إنقاذهم من ضائقة في البحر أو تقطعت بهم السبل في مخيمات مكتظة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
أزمة في لبنان
وأحصى تقرير صادر عن الأمم المتحدة، في 18 من حزيران 2020، وجود نحو 6.6 مليون لاجئ سوري، يعيش نحو 900 ألف منهم في لبنان، في ظل ظروف معيشية صعبة.
ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1975 حتى عام 1990.
–