جريدة عنب بلدي – العدد 43 – الأحد – 16-12-2012
ولكن، ماذا بعد؟؟ ماذا بعد هذا الاعتراف؟
خلال الاجتماع أعلن وزير الخارجية السعودي التزام بلاده بتقديم مبلغ 100 مليون دولار أمريكي كمساعدة للشعب السوري، فيما أعلن عدد من الوزراء وممثلي الدول والجهات المشاركة في المؤتمر أهمية التركيز على المساعدات الإنسانية، وبلغ إجمالي المساعدات المتعهد بها ما يقارب 400 مليون دولار. ولكن على ما يبدو أن أحدًا من هؤلاء الوزراء والممثلين لم يسأل نفسه ما الذي يريده الشعب السوري منا؟ وما الذي علينا تقديمه لهم؟ ويبدو كذلك أنهم لم يستمعوا لكلام رئيس الإئتلاف حين أعلن لهم وبكل وضوح ما الذي يريده الشعب السوري.
فالشعب السوري يريد دعمًا دوليًا ماليًا – إنسانيًا وغذائيًا وصحيًا- عاجلًا، ويريد صندوق دعم مفتوح لإعادة إعمار سوريا ما بعد الأسد. ولكنه يريد قبل ذلك كله اعترافًا بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه وحقوقه وباستخدام كافة الوسائل، وهو ما يقتضي رفعًا لحظر تسليح المعارضة السورية. كما أنه يريد حريته في تقرير مصيره. فالشعب السوري وحده الذي يعلم ما يريد،وهو وحده الذي يعلم حقًا صديقه من عدوه. والشعب السوري وحده القادر على تصنيف من هو الإرهابي المجرم بحق الشعب السوري، ومن الذي يقف إلى جانب ثورته وحقوقه، وأنه ليس بحاجة إلى وصي يملي عليه ما ينبغي فعله.
الشعب السوري يريد من العالم كله احترام حقه في الحياة وحقه في تقرير مصيره، ولكن يبدو أن كثيرين لم يدركوا ذلك بعد.