طريق “الرقة- الحسكة” خارج السيطرة الأمنية.. بانتظار الحلول
اختار حسان الناصر، البالغ من العمر 35 عامًا، أن يسافر وعائلته من محافظة الرقة إلى مدينة الحسكة من خلال طريق “الرقة- دير الزور- الحسكة”، على الرغم من طول الطريق وارتفاع تكلفة أجرته، للتنقل بين المحافظتين، بدلًا من طريق “الرقة- الحسكة” الأقصر وذي التكلفة الأقل.
لم يكن طول الطريق هم حسان الناصر الأول، إنما كانت أولويته المحافظة على أمن عائلته.
يشكل المرور على طريق “الرقة- الحسكة” المعروف أيضًا باسم “أبيض- أبيض” نسبة لمنطقة أبيض في للريف الجنوبي الغربي للحسكة، خطرًا أمنيًا ومصدر قلق للمسافرين من المدنيين الراغبين بالعبور منه، وذلك بسبب كثرة عمليات القتل والسرقة التي حدثت على الطريق خلال الأشهر الماضية، وغالبًا ما يكون سائقو صهاريج النفط على رأس قائمة المستهدفين.
ويبدأ طريق “الرقة- الحسكة” من بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي حتى مدخل مدينة الحسكة الجنوبي بطول يبلغ 155 كيلومترًا، وتوجد في أجزاء منه تصدعات كثيرة نتيجة عدم إصلاحه خلال السنوات العشرة الأخيرة.
فلتان أمني في طريق رئيسي
وتكمن أهمية الطريق في أنه طريق رئيسي يربط بين المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ببعضها، بعد خروج الطريق الدولي “M4” عن سيطرتها خلال عملية “نبع السلام” أواخر عام 2019، والتي خاضتها فصائل عسكرية مدعومة من تركيا وسيطرت خلالها على مدينتي رأس العين في ريف الحسكة الشمالي ومدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.
ووفق استطلاع رأي أجرته عنب بلدي مع سائقي مركبات نقل الركاب في مدينة الرقة، فإن سائقي صهاريج نقل النفط التابعين لشركة “القاطرجي”، هم على رأس قائمة الاستهدافات، والتي غالبًا ما يتبناها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
واستطاع رجل الأعمال السوري محمد القاطرجي المرتبط بعلاقات مع شخصيات في النظام السوري، الإبقاء على علاقات تجارية بين دمشق ومناطق شمال شرقي سوريا، منذ أن بدأت تلك المناطق بالخروج عن سيطرة النظام تباعًا منذ عام 2013.
ويتجنب السائقون المرور بطريق “الرقة- الحسكة” ليلًا أو حتى في ساعات النهار الأخيرة، خوفًا من التعرض للقتل أو السرقة.
وعود بفرض الأمن
وقال مدير المركز الإعلامي لقوى الأمن الداخلي (أسايش) التي تمثل الذراع الأمنية لـ”قسد”، عبد الله الشيخاني، إنهم يعملون على وضع نقاط أمنية جديدة، من خلال زيادة عدد الحواجز بالتزامن مع تسيير دوريات بشكل مستمر على طريق “الرقة- الحسكة”
وأشار الشيخاني إلى أن الإجراءات الجديدة المتخذة من شأنها أن تمنع تكرار حوادث استهداف مسافرين وسائقين على الطريق.
ورغم تلك الوعود التي أطلقتها “أسايش” فلا تزال مناطق على طريق “الرقة- الحسكة” تغيب عنها النقاط الأمنية أو الدوريات الجوالة بحسب ما رصدته عنب بلدي من آراء سائقين.
بينما يلجأ بعض سائقي شاحنات نقل البضائع وصهاريج النفط إلى عبور طريق الـ”M4″ برفقة مدرعات وسيارات عسكرية تابعة للجيش الروسي الذي أنشأ نقاطًا على الطريق بالقرب من بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
ولكن ليس بوسع جميع السائقين العبور من طريق الـ”M4″، بسبب منع “الإدارة الذاتية” شاحنات نقل المواد الغذائية من المرور على الطريق خوفًا منها أن تغير تلك الشاحنات طريقها وتدخل بالبضائع إلى مناطق سيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، إلى جانب قيام روسيا بمنع سيارات نقل السجائر من المرور على طريق الـ”M4″.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :