توجه أحمد، وهو طالب في جامعة “دمشق”، لكراج البولمان في مدينة حمص ليسافر إلى دمشق لكنه لم يستطع الحصول على بطاقة للسفر، لكون جميع بطاقات الرحلات المتوجهة نحو العاصمة محجوزة مسبقًا.
اضطر ذلك أحمد للذهاب إلى الكراجات الشمالية في حمص، ليتفاجأ بوجود عدد كبير من المسافرين دون وجود باصات، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وتبلغ تكلفة سفر الراكب الواحد 12 ألف ليرة سورية عند توفر الباصات، في حين يتقاضى سائقو المركبات من نوع “فان” 18 ألف ليرة عن الراكب الواحد، وأجرة السفر بسيارات الأجرة الخاصة تبلغ 25 ألف ليرة سورية للراكب، بحسب أحمد.
ما وضع كراجات حمص؟
توقفت حركة بولمانات النقل باتجاه دمشق في كراج حمص الجنوبي، الأحد 26 من تموز، بسبب عدم توفر مادة المازوت، الأمر الذي نشّط حركة سيارات الأجرة، بتسعيرات غير رسمية.
ويوجد في مدينة حمص محطتا انطلاق للسفر بين المحافظات، الأولى هي كراج البولمان، ويضم شركات النقل المرخصة التي تخضع لضوابط قانونية، ورحلاتها منتظمة، وباصاتها كبيرة ومكيّفة.
ويجري الحجز المسبق في شركات البولمان، لكنه التغى مؤخرًا بسبب قلة عدد الرحلات، إذ كانت تسيّر هذه الشركات كل يوم ما لا يقل عن عشر رحلات، لكن انخفض العدد لأربع رحلات، بسبب عدم توفر المازوت.
وإلغاء الحجز المسبق سبب مشكلة عند المسافرين، إذ يصل المسافر إلى الكراج ولا يجد رحلة يسافر معها.
وهذه البولمات لا تتحرك دون الحصول على مازوت حكومي مدعوم، ومع عدم توفره تتوقف حركتها، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
والمحطة الثانية هي الكراج الشعبي، ويحوي ثلاثة أنواع من وسائل النقل، وهي المركبات شبه البولمان، والـ”فان H1″، وسيارات الأجرة.
ولا تطبق المركبات في هذا الكراج تعرفة نقل محددة، والسفر من خلاله يتم بشكل عشوائي، وحكومة النظام تمنح أحيانًا أصحاب المركبات فيه مازوتًا مدعومًا، لذلك تكون تعرفة النقل بحسب ما يحدده السائقون.
وتحتاج سيارة الأجرة إلى بنزين بقيمة 60 ألف ليرة، عدا عن استهلاك المحرك والإطارات، بحسب ما قاله محمود، وهو سائق سيارة أجرة يعمل في حمص، لعنب بلدي.
وأضاف محمود أن سيارة الأجرة تستطيع حمل أربعة ركاب، أجرة ثلاثة ركاب يؤمن منها السائق مصروف السيارة، ويؤمن الربح من أجرة الراكب الرابع.
ولا يمكن الاعتماد على بنزين “البطاقة الذكية”، بحسب محمود، فهو مرتبط برسالة، ويُمنح 20 ليترًا فقط كل أسبوع، والاعتماد الكلي يكون على بنزين “الأوكتان 95″، الذي أصبح سعره ثلاثة آلاف ليرة، أو على البنزين في السوق السوداء والبالغ سعر الليتر فيها 2700 ليرة.
“المازوت ليس السبب”
وأرجع عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل، منهل خضور، في تصريح لإذاعة “شام إف إم” المحلية، سبب الازدحام الذي حصل في محطات الانطلاق، وخاصة في الكراج الجنوبي، إلى انتهاء العطلة الطويلة وتجمع عدد كبير من المسافرين إلى محافظاتهم وأعمالهم، وخاصة دمشق.
وتحدث عن تسيير كافة حافلات النقل الخارجي، شبه البولمان و سيارات “فان”، منذ ساعات الصباح الأولى، مشيرًا إلى أن الأوضاع أصبحت جيدة بعد تأمين كافة المسافرين.
ونفى خضور وجود علاقة بين ارتفاع سعر مادة المازوت بالازدحام الذي حصل أمس، وقال إن الأمر عائد فقط لكثرة المسافرين من عسكريين ومدنيين.
اقرأ أيضًا: رفع أسعار المازوت يزيد أزمة المواصلات في حمص
وأضاف أن هناك جهود تبذل بشكل يومي لتجاوز الازدحام الحاصل في بعض خطوط النقل داخل المدينة خلال ساعات الذروة من خلال تسيير باصات نقل داخلي، إضافة للسرافيس العاملة على الخطوط بالتعاون مع شرطة المرور ومديرية النقل الداخلي.
ويعاني قطاع النقل في حمص من فاقد كبير في عدد الحافلات العاملة على الخطوط الداخلية والخارجية، بحسب خضور، إذ تم ترميم بعض الخطوط داخل المدينة وهناك جهود تبذل لزيادة أعداد الباصات في حمص لسد النقص الحاصل بأسرع وقت ممكن.
أزمة داخل المدينة
ولا تقتصر أزمة النقل في حمص على الرحلات من المدينة إلى باقي المحافظات، إذ تشهد المدينة أزمة مواصلات داخلية بسبب نقص المازوت وارتفاع أسعاره.
وتوقف سائقو سرافيس عن العمل بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وعدم توافق تعرفة النقل الجديدة الموضوعة من قبل مجلس المحافظة مع الارتفاع الجديد.
وتزامنت هذه الأزمة مع الامتحانات الجامعية وازدياد حاجة الطلاب للنقل العام، ما دفع طلابًا للاعتماد على سيارات الأجرة للوصول إلى امتحاناتهم على مواعيدها.
ودفع ذلك أصحاب تلك سيارات الأجرة إلى رفع أجورها مستغلين حاجة الطلاب.
وزادت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، في 12 من تموز الحالي، أجور النقل العام، بنسب تتراوح بين 28.5 و32% على التعرفة السابقة، بحسب نوع المركبة.
ورفعت الحكومة، في 11 من تموز الحالي، سعر ليتر المازوت بنحو 178%، ليصبح 500 ليرة سورية بعد أن كان 180 ليرة، وسعر الخبز بنسبة 100%، ليصبح سعر الربطة 200 ليرة بعد أن كان 100 ليرة سورية، بالإضافة إلى سلسلة زيادات في الأسعار شملت البنزين والسكر والأرز.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حمص عروة المنذر