فاروق الشرع وزير الخارجية السوري
الرواية المفقودة
لاشك أن فاروق الشرع، وزير الخارجية السوري السابق والذي شغل المنصب لعقدين من الزمن قبل أن يصبح نائبًا للأسد حتى هذه اللحظة، يعتبر من أهم وزراء الخارجية العرب في العصر الحديث إن لم يكن أهمهم على الإطلاق.
منبع هذه الأهمية يأتي من كونه كان مضطلعًا مباشرة وشاهدًا على أحداث عظيمة تركت آثارها على المشرق العربي الذي نعرفه اليوم، فمن الحرب العراقية الإيرانية والتي حاولت فيها سوريا لعب دور الوسيط، إلى التوتر بين حافظ الأسد وشقيقه ورفعت، إلى غزو العراق للكويت ومشاركة سوريا في القوة المتعددة الجنسيات لإخراج صدام حسين منها، إلى انهيار الاتحاد السوفيتي، إلى مفاوضات أوسلو وغيرها.
يروي الشرع الرواية السورية الرسمية “المفقودة” عن هذه الأحداث كلها، ولا ينسى أن يبين علاقته مع حافظ أسد وتفكير الأخير واستراتيجيته في مختلف القضايا، كما يبدو واضحًا في ثنايا الكتاب سيطرة الأسد على جميع مفاصل الحكم في سوريا، وهو ما يؤكده الشرع في أكثر من موقع.
لا يتحدث الشرع عن سياسة سوريا الداخلية أو عن علاقة النظام مع شعبه، فعدا عن كونها خارج مجال عمله الذي يعتبر الكتاب شهادة عليها، فهو ما يزال موجودًا في النظام كذلك ومن غير المتوقع طبعًا أن يدين الشرع نفسه ونظامه، ولذلك يجب أن يقرأ الكتاب من هذه الزاوية.
ونختم هذا الاستعراض الموجز بفقرة من هذا الكتاب القيم: “معضلة الفلسطينيين ليست مع الإسرائيليين أو الصهيونية العالمية فحسب، بل معنا أيضًا نحن العرب، لقد تعلموا من كتبنا وشعاراتنا منذ إنشاء المستوطنة اليهودية الأولى على أرض فلسطين في مطلع القرن العشرين أنهم قضيتنا المركزية، لا نحن قبلنا أن نتخلى عنهم لأنهم استثمارنا الأفضل والأول في سياساتنا الداخلية والخارجية، ولا هم فكروا بهجراننا وكشف حدود شعاراتنا لأننا نحن وهم من ذات التربة العطشى، ننتظر ما تجود به السماء”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :