نظمت الجالية السورية في روسيا التي تزور دمشق حاليًا، حملة لدعم الليرة السورية، في وجه ما أسمته “الحرب الكونية” ضد الشعب السوري.
ووفقًا لما أوردت صحيفة تشرين الرسمية، الأربعاء 21 تشرين الأول، قال رئيس رابطة الجالية السورية في روسيا، وائل جني، إن “دعم الليرة والاقتصاد السوري يأتي من أجل دعم الجيش العربي السوري لصموده في وجه الحرب الشرسة التي يتعرض لها”، لافتًا إلى “نية الوفد القيام بحملة تبرع في مدارس أبناء الشهداء ولجرحى الجيش”.
هذه الحملة ليست الأولى من نوعها إذ أطلق المغتربون المؤيدون للنظام في أيار الماضي حملة “الفينيق السوري” لدعم العملة الوطنية.
وتعد هذه الحملات إحد بدع النظام متعددة لمحاولة خفض سعر الليرة السورية، بعد أن وصل سعر الصرف إلى 344 ليرة مقابل الدولار.
لكن حتى المواطن العادي غير الخبير اقتصاديًا بات يسخر مما يقوم به النظام، وتقول سوزان، وهي موظفة في معمل للألبسة في دمشق، “دولتنا لم تجد أحدًا يشحدها غير إيران وروسيا وصاروا يعطوها بالقطارة، لذلك وجدت في قصة التبرعات من المغتربين حلًا، ولو أن الجميع يعرفون أنه كذب، وهاهو الدولار يقفز بشكل متلاحق”.
كلام سوزان تؤكده التحليلات التي تداولها الاقتصاديون عقب إطلاق الحملة، مؤكدين أن انتعاش الليرة الأخير وارتفاعها أمام الدولار، ناتج عن الدعم الجديد الذي حصل عليه النظام من إيران عبر خط ائتماني بقيمة مليار دولار.
وتعليقًا على هذه الحملة قال محلل اقتصادي، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن “إعادة رفع قيمة الليرة السورية اقتصاديًا ضرب من الخيال مهما كانت كمية الدعم، وذلك في ظل العقوبات الدولية المفروضة على النظام، وكذلك في ظل الأزمة الحالية التي تكلف سوريا يوميًا ملايين الدولارات”.
ويضيف المحلل الاقتصادي “من أسباب الانخفاض الحاد لليرة السوري هو رجال الأعمال التابعون للنظام الذين يهربون أموالهم للخارج، مخلفين وراءهم قروض متعثرة بقيمة 100 مليار ليرة في الحدود الدنيا”.
وشهدت الليرة انخفاضًا حادًا خلال الأيام القليلة الماضية، وزاد سعرها عن 240 ليرة مقابل الدولار الواحد، وفق السوق السوداء في دمشق، في أكبر انخفاض تشهده العملة، منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011.