سنوات عجاف لكرة الماكينات الألمانية
عروة قنواتي
مرت سنوات على آخر بطولة حققها منتخب ألمانيا الأول لكرة القدم، في نهائي كأس القارات عام 2017، حين فاز على تشيلي في المباراة الختامية بهدف دون رد، وقبلها لقب مونديال العام 2014 في البرازيل على حساب منتخب الأرجنتين بهدف دون رد، بالإضافة إلى وصول المنتخب الأولمبي تحت 23 عامًا إلى المباراة النهائية من أولمبياد “ريو دي جانيرو 2016″، والهزيمة أمام البرازيل بفارق ركلات الترجيح والاكتفاء بالميدالية الفضية يومها.
إذًا، كان العام 2017 آخر حضور رسمي للمنتخب الأول في ألمانيا على منصة تتويج قارية، وبعدها… غاب الأول وغابت الفئات العمرية وضاعت في تفاصيل البطولات والمسابقات، بين خروج مبكر، وخروج سريع، ونتائج ليس بالسهل تقبلها في الأرشيف الألماني العظيم، صاحب أربع نجمات في تاريخ المونديال، وثلاث نجمات في أمم أوروبا للرجال، ونجمة من كأس القارات، وذهبية في لائحة الشرف ببطولة كرة القدم في الأولمبياد، ولقب في مونديال الشباب لكرة القدم… فماذا يحصل؟
منذ آخر مسابقة لامس فيها الألمان لقبهم في كأس القارات 2017، والتراجع يضرب كل الأساسات، ويعصف بمشاركات المنتخب كما حصل في كأس العالم 2018، حين خرج من الدور الأول، وخرج أيضًا من ثمن نهائي “يورو 2020″، والنتائج المتواضعة في بطولة دوري الأمم الأوروبية، أو ما يطلق عليها بطولة “البريستيج”، التي تلقت فيها الشباك الألمانية سداسية تاريخية من الماتادور الإسباني.
لا تكاد مباراة تمر إلا وتتلقى بها شباك المانشافت هدفًا أو اثنين… فهل تأخرت التغييرات المطلوبة فعلًا؟ وهل سيحمل هانز فليك، القادم إلى المنتخب من البافاري، والذي كان مساعدًا سابقًا للراحل عن المنتخب الأول يواكيم لوف، جديدًا للمنتخب؟
بالطبع لا مؤشرات على غياب مستمر للكرة الألمانية في البطولات الرسمية، أو تراجع أكثر مرارة من الذي حصل في السنوات الأربع الأخيرة، وما زال يحصل، ولكنها بالفعل سنوات عجاف لم يكن قبولها سهلًا على عشاق الكرة الألمانية.
في الفئات العمرية لا وجود للمنتخبات الألمانية الصغيرة والمتوسطة على لوائح المنافسة، إلا في أولمبياد “ريو 2016″، أما في فئات الشباب والناشئين فتكاد الأمور تصبح أكثر تعقيدًا بالغياب عن بعض البطولات بشكل كامل، وحتى في أولمبياد “طوكيو”، الذي افتتحت منافساته قبل يومين، تلقى المنتخب الألماني تحت 23 عامًا هزيمة أمام منتخب البرازيل بنتيجة 4-2، ولو أن المنتخب البرازيلي ركّز أكثر ولم يستهتر بالفرص التي سنحت له خلال 90 دقيقة لأمطر الشباك الألمانية بثمانية أهداف تقريبًا، فما الذي يجري؟
طبعًا لن أكون، ولن نكون كلنا دارسين ومجتهدين في واقع المنتخبات الألمانية، والأزمات والإشراقات أكثر من القائمين عليها والمبرمجين والمخططين لكل النجمات التي زينت صدر المنتخب الألماني في السنوات الماضية، بمختلف البطولات والمسابقات والتحديات، لكن تكلفة رحيل بعض الأجيال، والصبر أو العناد في تغيير بعض الكوادر الفنية في المنتخبات، وأهمها المنتخب الأول واجهة ألمانيا الحقيقية بكرة القدم، لم يأتِ بالثمار النافعة، بل وضع تاريخ ألمانيا في بعض المباريات والمسابقات على المحك.
المانشافت الذي سجل على البرازيل سباعية تاريخية في أرضها أمام جماهيرها، وفي أقوى بطولات كرة القدم، وبمستوى مربع كبار المونديال، صار يخرج من الدور الأول والأدوار الإقصائية المبكرة، وصارت شباكه تهتز أمام كل أنواع المنتخبات.
فهل يكون الإسعاف سريعًا؟ أم ستطول رحلة السنوات العجاف في ألمانيا؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :