القامشلي – مجد السالم
قبل مغيب الشمس بساعة، ومع انخفاض درجات الحرارة، يصطحب سلومي الركاد (36 عامًا) طفله ذا الثمانية أعوام إلى الملعب “البلدي” في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، ليمارس هوايته المفضلة في الجري.
يواظب سلومي على عادة الجري منذ عدة أشهر، أربعة أيام في الأسبوع على الأقل، بعد أن أكسبه الجلوس في مكتب المحاماة، حيث يعمل، زيادة في الوزن وخفّض من لياقته، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وأضاف الشاب أن الرياضة تحسّن من مزاجه وتكسبه الثقة بالنفس، كما يحرص على أن يكون ابنه معه، إذ يوجد عشرات الأطفال من عمره يمكنه أن يلعب ويلهو معهم بعيدًا عن “الحبس المنزلي مع الأجهزة الإلكترونية”.
تنافسية تزيد الحماسة
تشهد الملاعب المفتوحة والمغلقة، تحديدًا الصالة الرياضية التي تضم ملاعب لكرات السلة والطائرة و”التنس” والريشة، بالإضافة إلى ملعب مفتوح لكرة القدم، إقبالًا من قبل الأهالي في مدينة القامشلي، ولا يقتصر ذلك على فئة الشباب.
عبد الحسين (28 عامًا) مسؤول عن أحد هذه الملاعب، قال لعنب بلدي، إن رواد الملعب هم من مختلف الأعمار والشرائح، والأكثر حضورًا هم فئة الأطباء والمحامين والموظفين في مختلف القطاعات، خاصة الذين يمضون ساعات طويلة خلف المكاتب.
وأضاف عبد أن هناك إقبالًا لافتًا من قبل النساء (أقل من 20 عامًا) على شكل فرق كروية نسائية تتنافس فيما بينها بأوقات خاصة، وهي “ظاهرة جديدة بدأت تزداد في الآونة الأخيرة”.
كما يتوافد أشخاص بأعمار تتجاوز 60 عامًا من كلا الجنسين، يمارسون رياضة المشي بشكل يومي، على حد قوله.
وتبلغ تكلفة حجز الملعب ثمانية آلاف ليرة سورية للساعة الواحدة، لممارسة كرة القدم أو التدريب، ويمكن للفرق الصغيرة أن تحجز نصف الملعب بأربعة آلاف ليرة سورية للساعة الواحدة، بحسب ما أوضحه عبد.
ويكون الملعب متاحًا بشكل مجاني لممارسة رياضة الجري وغيرها، كما يمكن الحجز المسبق لكامل ساعات الملعب، ولعدة أيام مقبلة.
الصيف يزيد من الإقبال
وزاد الإقبال على المدارس الكروية التي تُعنى بتدريب الأطفال والشباب، والتي تلقى رواجًا مع العطلة الصيفية.
عبد الرحمن السلومي، سجّل ولديه في مدرسة كروية محلية لتعليمهم مبادئ وأسس كرة القدم التي يحبها، ويدفع في سبيل ذلك نحو 20 ألف ليرة سورية كاشتراك شهري عن الولدين، وهو مبلغ يراه “مقبولاً” مقابل ملء وقت فراغ ولديه بأمور مفيدة صحيًا، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وبحسب ما علمته عنب بلدي من القائمين على الصالات والملاعب الرياضية، فإن انتشار الدوريات المحلية لكرة القدم، وإسهام وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج الكبير لها، زاد من رواد هذه الصالات والملاعب بشكل لافت، وأصبح الاستثمار فيها مربحًا، ما زاد من عددها.
وتوجد في مدينة القامشلي ثلاثة ملاعب مغلقة خاصة أُنشئت حديثًا، بالإضافة إلى الملعب “البلدي” الرئيس بالقرب من الحديقة العامة، وملعب الصالة الرياضية، وهي تتبع لـ”الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا.
كما توجد نحو تسع صالات رياضية (جيم)، جميعها تشهد إقبالًا من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، ويتراوح رسم الاشتراك الشهري فيها بين ستة آلاف وثمانية آلاف ليرة سورية بحسب نوع الرياضة (كاراتيه، حديد، كيك بوكسينغ، ملاكمة)، أو لياقة فقط.