يتخوف سكان حي “الانتفاضة” في الرقة من تجاهل البلدية المتواصل طلبات الأهالي المتعلقة بضرورة استئناف إصلاح مجاري الصرف الصحي، الذي بدأته البلدية منذ مطلع العام الحالي.
هذا ما أكده جمال العلي (40 عامًا)، خلال حديث إلى عنب بلدي حول الواقع الخدمي في حي “الانتفاضة”.
لفت جمال إلى المشقة التي يتكبدها أهالي الحي جراء انسداد المجاري، وتسرّب مياه الصرف الصحي إلى منازلهم، خاصة مع الهطولات المطرية القوية في الشتاء الماضي.
كما أكد بعض أهالي حي “الانتفاضة” لعنب بلدي أن البلدية المسؤولة عن الحي، أوقفت مشاريعها الخدمية داخل وخارج المدينة، مستثنية من هذا الإجراء حملات النظافة، وفتح قنوات صرف المياه المغلقة في الطرقات.
وأشار جمال إلى تبني إحدى المنظمات مشكلة الصرف الصحي في الحي، لكن الأمر اقتصر على إجراء جرد وتحديد للمنازل المتضررة، وحساب التكلفة الإجمالية اللازمة لإصلاح الأعطال في مجاري الصرف، مع وعود للسكان بتنفيذ إصلاحات لم تُترجَم على الأرض، رغم بدء تنفيذ المشروع بالتعاون مع البلدية، قبل توقفه دون أسباب واضحة.
تعبيد الطرقات حاجة ملحّة
تعاني بعض الطرقات الرئيسة والفرعية داخل المدينة من انتشار الحفر بكثرة، ما يعزز مخاطر الحوادث المرورية ويعوق سهولة تنقل وسائل النقل.
كما يشكّل ذلك مصدر إزعاج للأهالي وأصحاب المحال التجارية وسط المدينة، في ظل غياب أي جهود ملموسة من قبل البلدية لإصلاح الطرقات وتعبيدها، أو سد الحفر عبر “ترقيع” الطريق.
فضل المطر (35 عامًا)، أحد أبناء الرقة، يعمل سائق سيارة أجرة (تكسي)، تحدث لعنب بلدي حول الآثار السلبية التي تتركها الطرقات السيئة على السيارة، وأبرزها زيادة الأعطال واستهلاك عمر السيارة وتضرر هيكلها.
وطالب الشاب الجهات المعنية بعدم تجاهل مشكلة الطرقات، واستغلال فترة الصيف لإصلاحها وتزفيتها، باعتبار أن الأجواء حاليًا تساعد على القيام بمشاريع كهذه، يغدو التعامل معها أشد صعوبة في الشتاء.
لا مشاريع دون مال
أحد موظفي دائرة الخدمات الفنية في بلدية محافظة الرقة، أوضح لعنب بلدي أن الميزانية المنخفضة التي قدّمها “مجلس الرقة المدني” (تابع للإدارة الذاتية) للبلدية في العام الحالي أثّرت بشكل سلبي في استكمال مشاريع الصرف الصحي، وأدت إلى بقاء الطرقات بحالتها السيئة دون إصلاح.
وبيّن الموظف الذي تحفظ على ذكر اسمه “لأسباب إدارية”، أن البلدية وفي ظل انخفاض الميزانية المتاحة، ستعمل على استكمال تنفيذ المشاريع الأكثر إلحاحًا للعام الحالي.
وتعاني محافظة الرقة تدنيًا في مستوى الواقع الخدمي لا يقف عند مشكلات الصرف الصحي، إذ تشهد أحياء رئيسة من مدينة الرقة غياب التيار الكهربائي، ووعورة في الطرقات، رغم أحاديث متواصلة حول مشاريع كثيرة بهذا الصدد، بالإضافة إلى استقرار المدينة من الناحية الأمنية منذ أكثر من عامين.
وتخضع مدينة الرقة لـ”الإدارة الذاتية” منذ عام 2016، وذلك بعد إبعاد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر حملة عسكرية دعمها “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي 12 من آذار الماضي، ذكر حساب السفارة الأمريكية في سوريا، أن أنشطة تحقيق الاستقرار التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أعادت بناء البنية التحتية الرئيسة للكهرباء بين الرقة ودير الزور خلال السنتين الماضيتين.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر
–