تسلّم ذوو الشاب آزاد عبدو (35 عامًا) جثته من مستشفى “الجامعة” بحلب، في 19 من تموز الحالي، لوفاته تحت التعذيب في فرع “الأمن السياسي”، بعد اعتقال دام شهرًا ونصفًا داخل الفرع.
اعتُقل الشاب خلال التوترات التي وقعت على خلفية أحداث منبج في حزيران الماضي، ومحاولة ميليشيا “لواء الباقر”، المساندة لقوات النظام السوري في حلب، اقتحام الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في وقت سابق.
وقال مراسل عنب بلدي في مدينة حلب، إن مراسم دفن الشاب، وهو من أكراد حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه “الإدارة الذاتية”، جرت في 19 من تموز الحالي، في مقبرة الحي.
والد الشاب قال لعنب بلدي، إنه تلقى اتصالًا من مستشفى “الجامعة” الحكومي، يبلغه بالقدوم إلى لتسلّم الجثة، وأضاف أن ابنه وحيد، وغير مطلوب للجيش، وكان يعمل في مناطق سيطرة النظام.
وحاول والد الشاب المتوفى عرض مبلغ عشرة ملايين ليرة سورية، على ضابط في فرع “الأمن السياسي” مقابل الإفراج عنه، لكنهم رفضوا ذلك “قطعيًا”، وفق تعبيره.
الموظف في شركة الخطوط الحديدية في حلب محمد المحمد (47 عامًا)، تحدث لعنب بلدي عن تعرضه للاعتقال على يد “لواء الباقر”، ثم تحويله إلى فرع “المخابرات الجوية”، قبل الإفراج عنه عبر برقية من شركة الخطوط الحديدية في حلب طالبت بإطلاق سراحه، حسب قوله.
وأشار محمد إلى أنه خلال اعتقاله، كان هناك 34 موقوفًا اعتقلوا جميعهم من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وأنه ما زال هناك تضييق حاصل على الحيين اللذين تقطنهما أغلبية كردية حتى اليوم.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة، أن عناصر من ميليشيا “لواء الباقر” تقوم بمضايقة واعتقال المدنيين الخارجين من الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في حلب، منذ التوترات التي شهدتها مدينة منبج بسبب التجنيد الإلزامي الذي تفرضه “الإدارة” في مناطق سيطرتها.
وتشكّل عشيرة “البكارة” المُكوّن الأساسي لـ”لواء الباقر”، ولها وجود كبير في مدينة منبج التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”.
وتنتشر الحواجز التابعة لقوات النظام السوري و”لواء الباقر” قرب الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” بحلب، ويعتقل عناصرها مطلوبين من الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”، حسبما رصد مراسل عنب بلدي.
مصدر في “المخابرات الجوية” بحلب قال سابقًا لعنب بلدي، إنهم يتلقون أوامر يومية لتنفيذ اعتقالات متكررة “لا يمكن رفضها”.
وأضاف أن هذا التضييق مقصود، وفي حال الاعتراض يُسجَن العناصر في الأفرع الأمنية بسبب مخالفة الأوامر، وحتى 1 من تموز الحالي، اعتُقل نحو 132 مدنيًا في أثناء خروجهم أو دخولهم إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في المدينة.
وتسيطر “الإدارة” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق الكاستيلو، منذ عام 2013، وسلّمت أحياء بعيدين والهلك والحيدرية والشيخ خضر وبستان الباشا وكرم الزيتونات، التي دخلتها بعد خروج فصائل المعارضة من المدينة نهاية عام 2016، لقوات النظام مقابل الحصول على دعمها لصد عملية “غصن الزيتون” التي شنتها القوات التركية على عفرين في آذار من عام 2018.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حلب
–