التقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بملك الأردن، عبد الله الثاني، في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، كأول رئيس عربي يلتقي به.
وأصدر البيت الأبيض بيانًا في 19 من تموز، تضمن أبرز النقاط التي تم مناقشتها بين الرئيسين، من بينها اللاجئين السوريين في الأردن، والوضع الأمني في العراق والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وكان اللقاء مع بايدن أيضًا فرصة للملك لتسليط الضوء على قربه من أمريكا بعد محاولة الانقلاب ضده.
وبحسب البيان، ناقش الزعيمان الوضع في سوريا، ووجود أكثر من مليون لاجئ سوري في الأردن، إضافة إلى الوضع الأمني في العراق، ولا سيما بعد استهداف الوجود العسكري فيها بما لا يقل عن ثماني هجمات بطائرات مسيرة، وذلك منذ تولي بايدن السلطة في كانون الثاني، فضلًا عن 17 هجومًا صاروخيًا.
وأشاد بايدن بالملك عبد الله الثاني، ووصفه بالحليف القوي في أوقات الشدائد، وقال مخاطبًا ضيفه في جلسة لالتقاط الصور: “وقفت بجانبنا دائمًا، وسنقف دائمًا بجانب الأردن”.
ونشر بايدن عبر حسابه في “فيس بوك“، مقطعًا مصورًا أثناء استقباله للملك عبد الله، قائلًا، التقيت اليوم بجلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن للتعبير عن امتناني لصداقته الراسخة والتشاور معه حول مجموعة من التحديات والفرص في الشرق الأوسط. إن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن لا تقل أهمية عن أي وقت مضى”.
ومن جهته قال العاهل الأردني، عبر حسابه في “تويتر“، “أسعدني اللقاء مرة أخرى بصديقي العزيز الرئيس بايدن، حيث أجرينا مباحثات مثمرة حول تعزيز شراكتنا التاريخية، أشكر السيد الرئيس على صداقته ودعمه للأردن وأتطلع للبناء على جهودنا المشتركة نحو السلام والاستقرار والازدهار”.
أسعدني اللقاء مرة أخرى بصديقي العزيز الرئيس بايدن، حيث أجرينا مباحثات مثمرة حول تعزيز شراكتنا التاريخية. أشكر السيد الرئيس على صداقته ودعمه للأردن وأتطلع للبناء على جهودنا المشتركة نحو السلام والاستقرار والازدهار pic.twitter.com/abVymJ7P4o
— عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII) July 20, 2021
دعم أمريكي ضد عملية الانقلاب
وحكمت محكمة أمن الدولة الأردنية على اثنين من المسؤولين السابقين هما باسم عوض الله، والشريف عبد الرحمن حسن بن زيد، بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة التآمر ضد الملك في عملية تم الكشف عنها في وقت سابق من هذا العام، وتورط فيها الأخ غير الشقيق لعبد الله.
وأدين باسم عوض الله، الذي يحمل الجنسية الأمريكية وكان سابقًا مساعدًا للملك عبد الله الثاني، والشريف حسن بن زيد، أحد أفراد العائلة المالكة، بتهم التحريض على الفتنة والتحريض، بينما نفى كلا الرجلين الاتهامات
وقال محامي عوض الله في الولايات المتحدة، إن موكله زعم أنه تعرض للتعذيب في الحجز الأردني وهنالك خطر على حياته.
وسارع بايدن، الذي يعرف عبد الله منذ سنوات، إلى التعبير علنًا عن “الدعم الأمريكي القوي للأردن”، وأشاد بقيادة الملك بعد الكشف عن تفاصيل محاولة الانقلاب في نيسان.
كان لدى الملك عبد الله علاقة صعبة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اعتبره أنه يقوض كل فرصة في التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بإعلانه عام 2017 عن القدس عاصمة لإسرائيل.
كما أعرب عبد الله عن استيائه من سعي إدارة ترامب لما وصفه المسؤولون باتفاقات أبراهام (صفقات مع البحرين والإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب)، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل.
وليس لدى بايدن أي خطط لعكس اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة، حتى أن إدارته أشادت بالاتفاقات التي تمت بوساطة ترامب.
وأكد بايدن أن الاتفاقات ليست “نهاية نهائية” لإيجاد الطريق لاتفاق سلام يشمل دولة فلسطينية، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة لم يكن مخولًا بالتعليق علنًا وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، بحسب ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس“.
قضية التميمي
ولم يتضح بعد فيما إذا كان بايدن قد أثار دعوة الولايات المتحدة لتسليم أحلام أحمد التميمي، وهي فلسطينية تعيش في الأردن ومطلوبة من قبل الولايات المتحدة بتهمة التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد الرعايا الأمريكيين.
وأشارت إدارة ترامب العام الماضي إلى أنها تدرس حجب المساعدة عن الأردن في محاولة لتأمين تسليم التميمي، وأدينت أحلام بارتكاب تفجير عام 2001 لمطعم في تل أبيب، أسفر عن مقتل 15 شخصًا بينهم مواطنان أمريكيان.
عاشت أحلام في الأردن منذ إطلاق سراحها في صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل في عام 2011.
أوضح مسؤولو إدارة بايدن للأردن سابقًا أن تسليم التميمي، المدرج على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، يمثل “اهتمامًا كبيرًا” للولايات المتحدة، وفقًا لمسؤولي الإدارة.
دور الأردن في المنطقة
يرى الباحث بالمركز العربي في واشنطن والخبير في السياسة الأمريكية، غريغوري أفتانديليان، أن الملك عبد الله يعمل على تعزيز دور بلاده على الساحة الإقليمية، وأنه يأمل في أن تسفر صداقته الطويلة مع بايدن عن تحقيق مكاسب اقتصادية بحيث أن لاتتوقف أمريكا عن تأمين الدعم الذي تحتاجه الأردن بشدة لإنعاش اقتصادها، بحسب ما نقلت وكالة “دويتشه فيله“.
كما يأمل في أن تمتد مكاسبه في إظهار نفوذه أمام المواطنين الأردنيين، ولا سيما ذوي الأصول الفلسطينية، ليظهر قدرة استخدام نفوذه لدى بايدن في تعزيز الدعم الأمريكي لحقوق الفلسطينيين”.
وبحسب الخبراء من المتوقع أن يسعى الجانب الأردني إلى تمديد حزمة المساعدات الحالية التي تقدر بـ 6.4 مليار دولار أمريكي المقدمة من واشنطن للأردن لمدة خمس سنوات، والمتوقع أن تنتهي العام المقبل.