أصرت الخارجية الإيرانية على اتفاق تبادل الأسرى خلال مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، في وقت تنفي واشنطن ذلك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم الأحد 18 من تموز، إن “الولايات المتحدة الأمريكية، تنفي حقيقة بسيطة أن هناك اتفاق متفق عليه بشأن مسألة المحتجزين”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز“.
وأضاف زاده، أنه جرى الاتفاق على تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في فيينا، بشكل منفصل عن خطة “العمل الشاملة المشتركة”، بشأن إطلاق سراح عشرة سجناء من جميع الأطراف.
وأكدت إيران استعدادها في المضي قدمًا بذلك، بحسب المتحدث.
وكانت الولايات المتحدة اتهمت طهران يوم السبت، ببذل جهود “شائنة” لصرف اللوم عن المأزق الذي وصلت إليه المحادثات النووية ونفت التوصل إلى أي اتفاق بشأن تبادل الأسرى.
وقال أحد المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، عباس عراقجي، عبر حسابه في “تويتر”، إن الولايات المتحدة وبريطانيا يجب أن تتوقفا عن ربط التبادل الإنساني بالمحادثات النووية.
وتهدف المحادثات إلى إحياء اتفاق عام 2015، بين إيران وست قوى كبرى للحد من برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات عن إيران.
وانسحبت واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، بأمر من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وفرضت عقوبات على فرض العقوبات على إيران.
تتواصل طهران وإدارة الرئيس الامريكي، جو بايدن، حول تبادل الأسرى بهدف ضمان إطلاق سراح الإيرانيين المحتجزين في السجون الأمريكية ودول أخرى، بسبب انتهاكات العقوبات الأمريكية، والأمريكيين المسجونين في إيران.
واعتقلت إيران في السنوات الأخيرة عشرات من مزدوجي الجنسية، من بينهم عدد من الأمريكيين وتعتقل معظمهم بتهمة التجسس.
ويتهم نشطاء حقوقيون الولايات المتحدة بمحاولة استغلال الاعتقالات للحصول على تنازلات من دول أخرى، على الرغم من أن طهران ترفض هذه التهمة.
وكانت الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا قد أجلت، في 20 حزيران، ولاتزال هناك فجوات كبيرة يتعين حلها، بحسب مسؤولين إيرانيين وغربيين.
وقالت ايران إن الجولة السابعة من المحادثات، لن تستأنف حتى يتولى الرئيس الإيراني المنتخب ابراهيم رئيسي، منصبه فى أوائل آب المقبل.
وأجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات بشأن إطلاق سراح السجناء الأمريكيين في إيران، في 3 من أيار الماضي، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” عن “مصدر مطلع”.
وقال المصدر إن شخصًا كان على دراية بالمحادثات الدائرة بين كل من إيران وأمريكا وبريطانيا بشأن قضية تبادل الأسرى، قال إنها لا تزال نشطة، مع تمرير رسائل بين الوسطاء.
وانتشرت قضية الإفراج عن سجناء أمريكيين وبريطانيين، مقابل تلقي طهران مليارات الدولارات، إلى الرأي العام خلال الأيام الماضية.
ومن جهته، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على الفور تقرير التلفزيون الإيراني الذي تحدث عن الصفقة.
وقال برايس، إن “التقارير التي تفيد بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى غير صحيحة، نثير دائمًا قضايا الأمريكيين المحتجزين أو المفقودين في إيران، لن نتوقف حتى نتمكن من لم شملهم مع عائلاتهم”.
وقال أحد المشرعين الإيرانيين للوكالة، إن رئيسي، الذى يدعم المحادثات، سيعتمد، مثل المرشد الأعلى للسلطة العليا فى ايران آية الله علي خامنئى، موقفًا متشددًا “في محادثات “فيينا”.
وأضاف أن “حكومة رئيسي لن تغادر محادثات فيينا، لكن المحادثات لن تستمر إلا إذا تم تأمين مصالح الأمة الإيرانية”.
ويحاول بايدن، بحسب المشرع الإيراني، الإبقاء على نحو 517 عقوبة من العقوبات المفروضة على إيران”.
منذ عام 2019، انتهكت إيران العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها النووي، وتقول طهران إن خطواتها النووية لن تتراجع إلا إذا تم رفع جميع العقوبات الأمريكية، بما في ذلك تلك المؤسسات والأفراد الذين استهدفتهم واشنطن لدعمهم للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
تحتجز طهران الآن أربعة أمريكيين معروفين في السجن، وهم باكير وسياماك نمازي، وعالم البيئة مراد طهباز، ورجل الأعمال الإيراني- الأمريكي عماد شرقي.
ولطالما اتُهمت إيران باحتجاز أولئك الذين تربطهم علاقات مع الغرب، لاستخدامهم لاحقًا كورقة مساومة في المفاوضات.