أبرم وزير الموارد المائية في حكومة النظام السوري، تمام رعد، مع نظيره العراقي، مهدي رشيد الحمداني، اتفاقًا حول تنظيم ملف المياه بين البلدين، في حين تستمر المباحثات بين الجانبين العراقي والتركي بهذا الصدد.
وقالت وكالة الأنباء العراقية (واع)، السبت 17 من تموز، إن الوزيرين وقّعا محضرًا مشتركًا لتنظيم ملف المياه خلال زيارة وفد عراقي إلى العاصمة دمشق.
وجاء في بيان لوزارة الموارد المائية العراقية، نقلته الوكالة، أن المحضر تضمن “الاتفاق على تبادل البيانات التي تخص واردات نهري دجلة والفرات بشكل دوري وفي حالات الطوارئ”.
كما شمل الاتفاق، “تفعيل أعمال اللجان الفنية، وتوحيد المواقف بشأن الكميات الواردة من المياه عند الحدود التركية السورية”، وفقًا للبيان.
وأشار البيان إلى اتفاق الطرفين على “تفعيل التعاون المشترك وتبادل الخبرات، وتكثيف عقد الاجتماعات الفنية والإدارية، وتقاسم الضرر الناتج عن انخفاض الواردات المائية وتأثير التغيرات المناخية”.
وكان وزير الموارد المائية العراقي وصل مساء الخميس الماضي، إلى دمشق برفقة وفد وزاري يضم عددًا من المديرين والفنيين.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الجانبين ناقشا خلال الزيارة “التحديات التي يواجهها الواقع المائي في ظل الظروف الراهنة، وتخفيض الواردات في نهري دجلة والفرات من قبل تركيا، والتغيرات المناخية التي تتعرض لها المنطقة”.
كما بحثا سبل تبادل المعلومات بين الوزارتين، وتفعيل آلية القياس المشترك لتصاريف نهر الفرات، واتفقا على التعاون في مواجهة التغيرات المناخية، وإقامة مشاريع علمية مشتركة، وتكثيف الاجتماعات على المستويين الوزاري والفني، وفقًا للوكالة.
وفد تركي يزور العراق
في الأثناء أعلن القنصل التركي بالموصل، محمد كوجوك صقالي، عن زيارة قريبة سيقوم بها وفد من وزارة الموارد المائية التركية إلى العراق، لبحث الوضع المائي من سد الموصل إلى البصرة.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء العراقية، السبت، قال صقالي، إن “ملف المياه مهم جدًا بين العراق وتركيا، وقد تم تشكيل فريق عمل كبير لحل مشكلة المياه في العراق، وعيّن الرئيس رجب طيب أردوغان شخصًا مختصًا في هذا المجال وهو البروفيسور فيصل أوغلو، بهدف حل مشكلة المياه في العراق، واستخدامه بشكل جيد وملائم من قبل تركيا والعراق”.
ولفت صقالي إلى أن وفدًا من وزارة الموارد المائية العراقية زار تركيا قبل أسبوعين، حيث تم تنفيذ دراسات على نهر دجلة في الجانب التركي.
واعتبر أن سبب قلة كمية المياه في العراق وتركيا خلال العام الحالي هو شحّ الأمطار، مضيفًا أن “تركيا لم تقطع المياه أبدًا”، بحسب الوكالة.
ويمثل نهرا “الفرات” و”دجلة” شريان الحياة للعراق، وينبعان من تركيا، ويمر “الفرات” من سوريا ثم يصب في العراق، بينما يصب “دجلة” في العراق.
وفي أيار الماضي، قالت “لجنة الزراعة والمياه النيابية” في العراق، إن تركيا لم تلتزم بالاتفاقيات العالمية للدول المتشاطئة، وذلك بعد انخفاض منسوب نهري “دجلة” و”الفرات”.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن عضو اللجنة عبد الأمير الدبي، أن وزارة الموارد المائية العراقية تتابع الملف بشكل منفرد، مطالبًا وزارة الخارجية بالقيام بدورها و”مفاتحة الأمم المتحدة تجاه سياسات تركيا حول المياه”.
وبحسب عبد الأمير الدبي، أنشأت تركيا سدودًا على منابع ومسار نهري “دجلة” و”الفرات”، ما أدى إلى انخفاض حصة العراق المائية، على الرغم من وجود اتفاقيات.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، علي راضي، أن إيرادات نهري “دجلة” و”الفرات” قلت حوالي 50% عن معدلاتها عام 2020.