القامشلي.. مربو ماشية يعوّضون خسائرهم وسكان محرومون من أضحية العيد
القامشلي – مجد السالم
مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد أسواق الأغنام في محافظة الحسكة تحسنًا في حركة البيع والشراء، إذ يزداد الطلب على المواشي خصوصًا الأغنام والأبقار، ويرى المربون في العيد فرصة لتعويض الخسائر التي تكبدوها خلال الأشهر الماضية.
لكن أسعار الأضاحي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في عموم سوريا، يمنع سكانًا في المدينة من الحصول على أضحية لذبحها، بينما يجد آخرون طرقًا تساعدهم في تأمينها مبكرًا.
خالد محمد (44 عامًا) تاجر ومربي ماشية من ريف القامشلي، قال لعنب بلدي، إن حركة البيع كانت تشهد حالة من الركود خلال الشهرين السابقين، نتيجة الجفاف الذي تعرضت له المنطقة، ما سبب قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير.
وهذا الأمر أدى إلى انخفاض أسعار الماشية بعد أن أصبحت تربيتها مكلفة جدًا ومتعبة، فانخفض سعر رأس الغنم الواحد إلى نحو 250 ألف ليرة سورية، قبل أن يعود للارتفاع خلال الأيام الحالية.
ويتراوح سعر رأس الغنم بين 300 و400 ألف ليرة سورية، وسعر الكبش بين 400 و600 ألف ليرة سورية، بحسب ما أوضحه خالد.
لكن هذه الزيادة في الأسعار لا تكفي لتعويض الخسائر التي تحمّلها المربي، بحسب عامر الحسين (38 عامًا) من ريف القحطانية، وإنما هي تعويض بسيط عن التكلفة العالية التي يتطلبها قطيع الأغنام الذي يمتلكه، مقابل الانخفاض الذي حصل في سعر رأس الغنم، ووصوله إلى 150 ألف ليرة سورية خلال الشهر الماضي، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
الأضاحي بعيدة المنال
الارتفاع بأسعار الأضاحي يمنع سكانًا من القامشلي من تطبيق شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى.
عبد السلام محمد (31 عامًا)، قال لعنب بلدي، إنه عاجز عن شراء أضحية “على روح” والده الذي مضى على وفاته نحو شهر ونصف، وتوزيعها على الفقراء، نتيجة “تردي الوضع المعيشي وضيق ذات اليد”.
وأضاف أن هذا الأمر أحزنه كثيرًا، لكنه يأمل أن يستطيع ذلك في السنوات المقبلة، وهو كحال كثيرين ممن يعرفهم ويعيشون نفس الضائقة الاقتصادية، على حد تعبيره.
بعض السكان كانوا أوفر حظًا من عبد السلام بحصولهم على الأضحية، إذ تمكن حسن العبوسي من القامشلي، الذي توفي والده منذ فترة قريبة، من الحصول على كبش قدمه له أحد أصدقاء والده.
قرر حسن الإبقاء على الكبش وتسمينه ليذبحه كأضحية يوزع لحمها على الفقراء، ولولا لذلك لما استطاع أن يجد ما يضحي به عن والده، حسبما قال لعنب بلدي.
وقال عامر الحجي، وهو مدرّس لمادة التربية الإسلامية في إحدى مدارس القامشلي، وأشرف على توزيع لحوم الكثير من الأضاحي على الأسر المحتاجة في الأعوام الماضية، إن العائلات الفقيرة “تنتظر بفارغ الصبر” العيد من أجل الحصول على حصتها من لحوم الأضاحي.
وعندما يكون هناك عدد كبير من الأضاحي تنال العائلة الواحدة أكثر من حصة من عدة مضحّين، بحسب ما قاله عامر لعنب بلدي.
وأضاف عامر أن تدهور الوضع الاقتصادي سيحرم كثيرًا من الأسر المحتاجة من اللحوم التي أصبحت مرتفعة الثمن، فسعر كيلو اللحم من القصّاب يبلغ نحو 20 ألف ليرة سورية، ويصل سعر كيلو الفروج إلى 5500 ليرة سورية.
كيف يؤمّن السكان أضاحيهم
يعمد بعض السكان إلى شراء الأضحية من الأغنام بسن صغيرة (أقل من ستة أشهر)، إذ يكون سعرها أقل، فيرعونها ويسمنونها إلى أن يحين وقت ذبح الأضاحي، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
كما يقوم أبناء بعض العائلات ممن لجؤوا إلى الدول المجاورة أو الدول الأوروبية بتمكين ذويهم من شراء أضحية العيد، مستفيدين من ارتفاع قيمة الدولار واليورو أمام الليرة السورية، فالدولار الواحد يعادل نحو 3180 ليرة سورية وفق سعر الصرف الحالي، أما اليورو فسجل 3747 ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم”.
وعادة ما تشهد محال الصرافة والحوالة كثافة في عمليات التحويل الخارجية خلال هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى، تكون في أغلبها مساعدات نقدية للإعانة على تحمل مصاريف العيد.
وتعد محافظة الحسكة من أهم الأسواق المصدّرة للماشية سواء للمحافظات الأخرى وحتى للدول المجاورة، خصوصًا العراق، وبلغت أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة، وفق تقرير لصحيفة “الفرات” المحلية في 7 من حزيران الماضي، نحو مليون و400 ألف رأس من الأغنام و72 ألف رأس من الأبقار.
ومع ذلك يشتكي الكثير من المربين من قلة الدعم المقدم خصوصًا فيما يتعلق بالأعلاف وتأمين اللقاحات والأدوية البيطرية بأسعار مناسبة، ما يجعل هذا السوق الذي يعتمد عليه الكثير من أهالي المحافظة غير مستقر ومتذبذب الأسعار.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :