تقنين الكهرباء يدفع طلاب حمص إلى السكن الجامعي
حمص – عروة المنذر
يعاني طلاب جامعة “البعث” في حمص من انعكاسات الأزمات المعيشية التي يمر بها السوريون المقيمون في مناطق سيطرة النظام السوري خلال تقديم امتحاناتهم الجامعية التي بدأت في 4 من تموز الحالي، والمتمثلة بانقطاع التيار الكهرباء، وغياب المحروقات، وأزمات المواصلات المتكررة، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والمعيشية الأخرى.
وتشهد المحافظة أزمة كهرباء بسبب برنامج “التقنين”، الذي يُطبّق من خلال 45 دقيقة وصل للكهرباء مقابل خمس ساعات قطع، تترافق مع موجة حر زادت معاناة الطلاب في الدراسة خلال النهار، وفي الليل بسبب قطع التيار الكهربائي.
وتنعكس صعوبة الامتحانات في العام الحالي من خلال الأزمات التي تمر بها البلاد، بحسب أحلام، وهي طالبة جامعية من مدينة تلبيسة، فأزمة الكهرباء زادت صعوبة الدراسة بشكل كبير، مع ارتفاع درجات الحرارة، فلا مروحة في النهار ولا إنارة في الليل، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
وزادت أزمة المواصلات من معاناة الطلاب خلال فترة تقديم الامتحانات، على خلفية رفع أجور المواصلات بعد رفع حكومة النظام أسعار المحروقات، خلال الأيام القليلة الماضية.
قبل الأزمة، كانت أحلام تحتاج إلى ساعة من الوقت للذهاب وساعة للعودة من الجامعة، وبعد الأزمة الأخيرة تضاعف الوقت الذي تمضيه في الطريق إلى ساعتين ونصف، أي أصبحت تحتاج إلى خمس ساعات تقريبًا للذهاب والعودة من الجامعة.
السكن الجامعي ملجأ الطلاب
الصعوبات التي يعانيها الطلاب خلال فترة الامتحانات دفعت العديد منهم للجوء للسكن الجامعي والإقامة فيه، لتوفيره خدمة الكهرباء وقرب موقعه من الجامعة.
إذ تؤمّن الجامعة خط كهرباء خاصًا بها وبالسكن الجامعي، ولا ينقطع التيار الكهربائي عن الموقعين أبدًا.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، انتقل أغلب طلاب الأرياف وطلاب من مناطق متفرقة في المدينة للإقامة في السكن الجامعي رغم تدني مستوى الخدمات الأخرى.
يوسف من طلاب كلية الهندسة المعمارية في الجامعة، قال لعنب بلدي، إنه اضطر للإقامة في السكن الجامعي لأن دراسته تحتاج إلى العمل على الحاسوب الذي لا يستطيع شحنه في المنزل لعدم توفر الكهرباء.
ورغم توفر الكهرباء في السكن الجامعي، فإن الخدمات الأخرى تكاد تكون معدومة، بحسب يوسف، فالمياه بالكاد تصل إلى الوحدات السكنية، والقمامة متراكمة في كل مكان، ما جعل الحشرات والآفات تنتشر في الوحدات وبين الطلاب.
عامر طالب يسكن في إحدى الوحدات، أوضح لعنب بلدي أن الخدمات في السكن “سيئة جدًا”، فعمال النظافة لا يقومون بعملهم كما يجب، والقمامة متراكمة في كل مكان، ما زاد من انتشار الحشرات و”الفسفس” الذي تعاني منه أغلب الوحدات السكنية.
لكن قرب السكن من الجامعة وتوفر الكهرباء وارتفاع إيجارات المنازل، أجبر أغلب الطلاب على السكن فيه واللجوء إليه، بحسب ما أضافه عامر.
وفرض واقع التقنين في حمص أزمات إضافية على السكان، إذ يعوق غياب الكهرباء الحصول على مياه الشرب، ويصعّب الاستفادة من خدمة الاتصالات، ويرفع أجور أعمال الصيانة التي تتطلب تشغيل آلات تعمل على التيار الكهربائي.
ومع وعود حكومة النظام بتحسين واقع الكهرباء في مناطق سيطرتها، تبقى “أمبيرات” الإنارة الحل الوحيد الذي يملكه السكان لمواجهة انقطاع الكهرباء، لكن ارتفاع أسعار المازوت ووقود المحركات وتكاليف الإصلاح رفع أسعارها وجعلها حكرًا على ميسوري الحال فقط.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :