د. أكرم خولاني
يبني تناول الغذاء السليم، الغني بالخضراوات والفواكه والحبوب والألبان واللحوم، الجسم ويقويه ويحميه من الأمراض، لأن هذا الغذاء المتكامل يزوّد الجسم بما يحتاج إليه من عناصر ضرورية لنموه وأداء وظائفه، ولكن هناك بعض الحالات التي يحدث فيها نقص لبعض العناصر الغذائية من الجسم، ما يستوجب تناولها عن طريق مستحضرات المكملات الغذائية الجاهزة التي تُباع في الصيدليات، ورغم أهمية توفر هذه المكملات، فإننا عندما نمعن النظر نصاب بالدهشة من كثرتها، إذ يوجد الآن ما يقرب من 29 ألف نوع متداول، حسب منظمة الأغذية العالمية، بعضها لإنقاص الوزن وبعضها لزيادته وبعضها لتضخيم العضلات وبعضها لزيادة النشاط والحيوية وبعضها لزيادة القدرة الجنسية وغير ذلك.
ما المكملات الغذائية؟
المكملات الغذائية وكما هو واضح من اسمها هي مواد مصنعة لتكملة النظام الغذائي للإنسان، قد تكون مستخلصة من مواد طبيعية ولكن بصورة مركزة أو مصنعة لتشبه المواد الطبيعية.
ولهذه المكملات أنواع عديدة، فقد تكون مجموعة فيتامينات أو معادن أو بروتينات أو أحماض أمينية أو أحماض “أوميجا 3” الدهنية من زيت السمك أو مكملات الطاقة (كرياتين أو كافيئين) أو مكملات زيادة الوزن التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية.
بعض المكملات الغذائية يكون على شكل حبوب فموية وبعضها على شكل شراب وبعضها على شكل مساحيق (بودرة) تُحلّ بالماء أو غيره من السوائل، وبعضها على شكل حقن عضلية أو وريدية.
ما فوائد المكملات الغذائية؟
للمكملات الغذائية فوائد عديدة:
- يمكن لبعض المكملات أن تحسّن الصحة العامة عن طريق ضمان حصول الجسم على الكمية الكافية من العناصر الأساسية التي يحتاج إليها لأداء وظائفه الطبيعية بشكل سليم، وبالتالي فهي تساعد في الحفاظ على صحة أجهزة الجسم والشعور بالحيوية والنشاط وإعطاء النضارة للجلد.
- يمكن أن تساعد أنواع أخرى من المكملات الغذائية على تقليل خطر الإصابة بأمراض معيّنة، فعلى سبيل المثال يسهم تناول الكالسيوم وفيتامين “D” في الحفاظ على قوة العظام وتقليل فقدانها مع تقدم العمر، وقد تساعد “أوميجا 3” على تحسين حالة المصابين بأمراض القلب، كذلك فإن تناول مكملات حمض الفوليك من قبل الحوامل يقلل من خطر إصابة الأجنّة بعيوب الأنبوب العصبي.
- يمكن لبعض المكملات الغذائية أن يكون لها تأثير في حرق الدهون مع زيادة الوزن عن طريق اكتساب الكتلة العضلية، وهو ما يرغب به عادة الرياضيون ولاعبو كمال الأجسام.
- يمكن لبعضها أن يساعد في إنقاص الوزن والتخلص من الدهون.
- هناك مكملات غذائية تزيد طاقة الجسم، وعادة ما يتناولها الرياضيون، وأهمها الكافيئين وهو المنشط الطبيعي الوحيد المسموح به دوليًا.
مَن الأشخاص الذين يحتاجون إلى المكملات الغذائية؟
يقسم الأشخاص الذين يحتاجون إلى المكملات الغذائية إلى أربع فئات:
- الفئة الأولى: الأشخاص الذين يعانون من نقص غذائي حاد كحالات المجاعات والأوبئة
- الفئة الثانية: الأشخاص الذين تتطلب أجسامهم كمية كبيرة من الغذاء، كالنساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع، خاصة إذا كان الطفل يكتفي بالحليب دون تناول أي نوع آخر من الطعام
- الفئة الثالثة: الأشخاص الذين تقل قدرة أجسامهم على امتصاص الغذاء، كمرحلة الشيخوخة أو المصابين بسوء الامتصاص أو بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى اتباع نظام غذائي معيّن نتيجة لحساسية ما
- الفئة الرابعة: الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وتزداد حاجة أجسامهم إلى المواد الغذائية، كمرضى السرطان ومرضى الكلى والكبد.
ولكن عمليًا تستخدم المكملات الغذائية بكثرة من قبل الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام، كما يستخدمها الناس لإنقاص الوزن أو زيادته، أو لإعطاء النضارة أو للحفاظ على الشباب والحيوية، أو لزيادة القدرة الجنسية، أو لتقوية الذاكرة عند الطلاب قبل الامتحانات.
هل توجد أضرار للمكملات الغذائية؟
عندما تؤخذ المكملات الغذائية من مصدر موثوق وباستشارة الطبيب فهي لا تسبب أي أضرار عادة، ولكن يمكن أن يؤدي تناولها بشكل غير صحيح إلى بعض الأضرار، فعلى سبيل المثال:
- قد يؤدي تناول جرعات عالية تفوق حاجة الجسم أو تفوق استطاعته على الامتصاص إلى حدوث الإسهالات وحدوث الانسمام، خاصة إذا كانت المادة القابلة للتخزين بالجسم مثل الزنك وفيتامين “A” وفيتامين “D” والحديد والسيلينيوم وغيرها، كذلك فإن استهلاك الكرياتين بشكل مفرط قد يؤدي إلى حدوث مشكلات في الكلى.
- قد تتداخل بعض المكملات الغذائية مع عمل بعض الأدوية التي يتناولها الشخص، ما يؤدي إلى آثار جانبية سيئة، فمثلًا يمكن أن يؤدي الفيتامين “K” إلى تقليل قدرة دواء الوارفارين على تمييع الدم ومنع حدوث الجلطات، بينما يمكن أن يزيد فيتامين “E” من فعالية الأدوية المميعة للدم وبالتالي يزيد خطر حدوث الكدمات والنزوف، كذلك يمكن أن تؤدي مكملات الحديد والكالسيوم إلى إنقاص فعالية المضادات الحيوية.
- يمكن أن يؤدي تناول الكثير من بعض أنواع المكملات الغذائية، مثل فيتامين “A”، وفيتامين “D”، والحديد، إلى الإصابة بتأثيرات سلبية غير مرغوب بها قبل الجراحة، وفي أثنائها، وبعدها.
- قد يحدث تلوث المكملات خلال التصنيع، وخاصة من الأدوية كالكورتيزون أو المنشطات، أو المعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص، أو البكتيريا، وذلك عندما تصنع في معامل لا تخضع للرقابة.
ولذلك يجب عدم تناول المكملات الغذائية إلا باستشارة الطبيب المختص، ليتم اختيار نوع وكمية المكمل الغذائي اللازم حسب الحالة والهدف المطلوب الوصول إليه. وللأسف فإن بعض الأشخاص يلجؤون إلى تناول المكملات والإسراف في استهلاكها دون الرجوع إلى الطبيب، ما يؤدي إلى أضرار قد تكون خطيرة كما ذكرنا.