تعهّد مدير “المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب”، علي مصطفى، بالمضي قدمًا في عملية إعادة تأهيل مخيم “عين التل” (حندرات) للاجئين الفلسطينيين شمال شرقي حلب.
وخلال زيارة قام بها للمخيم برفقة وفد من المؤسسة، الجمعة 16 من تموز، للاطلاع على أوضاعه وعد مصطفى بالإسراع في إعادة تأهيل البنى التحتية بالمخيم لتسهيل عودة الأهالي إليه.
وأشار إلى نية العمل على إعادة ترميم المستوصف الصحي والمدرسة التابعين لوكالة “غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا)، إلى جانب تأهيل شبكتي الكهرباء والهاتف في المخيم.
وأكد مصطفى ضرورة تخفيف الأعباء عن أهالي المخيم، وتسهيل عودتهم إلى منازلهم، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن إعادة إعمار المخيم تتطلب جهودًا حقيقية من الدول المانحة.
وفي حزيران الماضي، اتهم أهالي مخيم “عين التل”، وناشطون فلسطينيون، وكالة “أونروا” بالتقصير في تحمل مسؤولياتها تجاه إعادة إعمار المخيم، وتسهيل عودتهم إليه.
ونقلت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا“، عن أهالي المخيم وناشطين فلسطينيين مطالبتهم الجهات المعنية بالعمل الجدي على إعادة إعمار المخيم، وتأهيل البنى التحتية فيه، بما يهيّئ لعودة سكانه.
ورغم الصعوبات التي يواجهها أهالي المخيم في تأمين مواد البناء لارتفاع أسعارها، وغياب المواصلات التي تربطه مع مدينة حلب، يحاول بعض الأهالي ترميم منازلهم على نفقتهم الشخصية دون حصولهم على أي تسهيلات من قبل “أونروا”.
وأشارت “مجموعة العمل” إلى أن أهالي المخيم يجدون صعوبات كبيرة في تأمين الخدمات الأساسية، وتأهيل البنى التحتية في المخيم، إلى جانب حرمانهم من الخدمات الصحية والتعليمية، وصعوبة توفير الماء والكهرباء، ما يحول دون عودتهم إلى منازلهم.
وعود من “أونروا”
وكان مدير شؤون ”أونروا” في سوريا، أمانيا مايكل إيبي، قال إن تركيز الوكالة الأساسي في الوقت الحالي هو على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيمي “اليرموك” و”عين التل”.
وخلال لقائه بالسفير الفلسطيني، سمير الرفاعي، في حزيران الماضي، أشار إيبي إلى أن “أونروا” بدأت بتوفير بعض الخدمات في مخيمي “اليرموك” و”عين التل”، المتمثلة بتوزيع المساعدات الغذائية، وتقديم الخدمات الصحية من خلال عياداتها المتنقلة.
وأضاف مدير شؤون “أونروا” بهذا الصدد، أن “المهمة التي تنتظرنا كبيرة وتتطلب التنسيق، وتبادل المعلومات، وكسب التأييد والدعم المالي لـ(أونروا)”.
ويعيش في مخيم ”عين التل” حاليًا نحو مئتي عائلة، بعد أن كان يصل عدد سكانه قبل بدء الحرب السورية إلى ثمانية آلاف شخص، وفق إحصائيات “مجموعة العمل”.
ولفتت المجموعة إلى أن نحو 100 عائلة من أهالي المخيم ممن انتقلوا للعيش في مدينة اللاذقية، يعانون من ظروف صعبة نتيجة خسارتهم ممتلكاتهم، والصعوبات الاقتصادية التي تواجههم نتيجة قلة الموارد المالية، وارتفاع الإيجارات، وانتشار البطالة.
ويقع مخيم ”عين التل” في الجهة الشمالية لمدينة حلب، وشهد معارك وقصفًا من قبل قوات الأسد والميليشيات الرديفة قبل السيطرة عليه في أيلول 2019.
ويشهد المخيم دمارًا كاملًا وجزئيًا تصل نسبته إلى نحو 90%، نتيجة الاشتباكات التي اندلعت فيه.