عنب بلدي – خاص
يشهد ريف حلب هجمات مكثفة خلال الأسبوع الماضي، بعد أن بدأت قوات الأسد ما أسمته «الهجوم الكبير”، بهدف التقدم نحو المدينة، بواسطة حشود برية مكثفة في الريف الجنوبي وبإسناد جوي روسي، لكن القوات المهاجمة جوبهت بمقاومة من مقاتلي الجيش الحر حالت دون تحقيق أهدافها.
وحشد النظام قواته في كل من ريف حلب الغربي في منطقة خان طومان وخان العسل، الريف الشمالي في جبهة باشكوي، وجبهة عزان وبلاس في ريف حلب الجنوبي، إضافة إلى السفيرة وكويرس في الريف الشرقي.
وبدأت الحملة في الريف الجنوبي صباح الجمعة 16 تشرين الأول، وسط معلومات سربتها وكالات أنباء عالمية عن ألفي مقاتلٍ حشدوا لمعارك المنطقة إضافة إلى دعمٍ بري إيراني.
بدورها دعت غرفة عمليات «فتح حلب» قادة الكتائب إلى «النفير العام» نحو الجبهات، تزامنًا مع دعوات في مساجد المنطقة للحشد وإيقاف المد البري، وسط تقدم طفيف للقوات المهاجمة.
السبت 17 تشرين الأول، كان رد مقاتلي الجيش الحر باسترداد أغلب المناطق التي سيطر عليها النظام، مدمرين 7 دبابات وقرابة 10 مدرعات لقوات الأسد، بواسطة صواريخ أمريكية مضادة للدروع من نوع «TAW» لعبت دورًا مهمًا في إيقاف الهجمات الأخيرة للنظام في عدة مناطق.
لكن النظام استفاد في الوقت ذاته من انسحابات تنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الشمالي، مسيطرًا على قرىً كانت تحت قبضة التنظيم منها تل نعام، الناصرية، البقشية، الحلبية والداكونة، ليصبح على مسافة 5 كيلومترات من مطار كويرس المحاصر.
وبالتزامن مع المعارك سُجلت حركة نزوح واسعة للأهالي في قرى الريف الجنوبي، وبحسب مركز السفيرة الإعلامي فإن أكثر من 40 ألف نازح خرجوا من بلدات الحاضر، والعيس، والهضبة، وخلصة، وقرى أخرى نتيجة قصف الطيران الروسي لهذه البلدات في اليومين الماضيين، متجهين إلى ريفي حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.
«الدولة الإسلامية» في مواجهة الشمال
وبالتزامن مع حشود النظام في الريف الجنوبي، كان الجيش الحر على موعدٍ مع مواجهات عنيفة ضد تنظيم «الدولة» في الريف الشمالي، بدأت في 9 تشرين الأول الجاري وأسفرت عن السيطرة على مدرسة المشاة وعددٍ من القرى في المنطقة إضافة إلى المنطقة الحرة وسجن الأحداث.
تلا ذلك إعلان النظام سيطرته على المنطقة الحرة، الثلاثاء 13 تشرين الأول، بينما نشر عددٌ من إعلامييه صورهم فيها، من بينهم شادي حلوة مراسل الإخبارية الرسمية ورضا الباشا مراسل الميادين.
وعلّق عضو المكتب الإعلامي في حلب، محمد الخطيب، على الحادثة بالتأكيد على أن «منطقة الهجوم تعتبر منطقة تماس بين المعارضة والنظام وداعش»، مشيرًا إلى أنباء غير مؤكدة حول وصول النظام إلى سجن الأحداث، ومعتبرًا أنها سلمت دون قتال.
وأكد الخطيب لعنب بلدي أن المنطقة كانت تحت سيطرة الجبهة الشامية التي تنضوي تحت غرفة عمليات «فتح حلب»، قبل أن تنسحب منها إثر هجوم لمقاتلي «الدولة».
وبعد سيطرة النظام على المنطقة، بدأ تنظيم الدولة هجومًا، فجر الأربعاء 14 تشرين الأول، على كل من تل جبين واحرص، لكن الجيش الحر تمكن من التصدي للهجوم وتحرير المدينتين في المعركة التي أسفرت عن مقتل قائدين من تجمع فاستقم كما أمرت، هما أبو خالد عزيزة وبكري السقا.
تتزامن العمليات مع قصف روسي منظم لمناطق الجيش الحر وخطوطهم الخلفية، بينما يتخوف الناشطون وكتائب المعارضة في حلب من حصار أحياء المدينة المحررة قبل أكثر من 3 سنوات، وفصلها عن الريف الشمالي وطرق الإمداد إلى تركيا.