عنب بلدي- غازي عنتاب
احتضنت مدينة غازي عنتاب التركية يومي 13 و 14 تشرين الأول الجاري، ورشات عمل مكثفة جمعت قرابة 20 صحيفة محلية، تأسست عقب انطلاق الثورة في آذار 2011، في المؤتمر الأول لوسائل الإعلام السورية المطبوعة، وذلك بحضور صحفيين وخبراء محليين وعرب ودوليين، ناقشوا دور الصحف “الجديدة” في ظروف الحرب، والمرحلة الانتقالية في سوريا، وبحثوا في آفاق تنميتها وتطوير عملها.
استهل المؤتمر أعماله بعرض دراسة مطولة قامت بها الباحثة الفرنسية سوازيك دوليه، حول واقع الصحافة السورية الجديدة، وأسباب نشوئها، عقب اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد، الذي وُضع على قائمة «أعداء حرية الصحافة» من قبل منظمة «منظمة مراسلون بلا حدود» عام 2010، وكانت سوريا آنذاك تحتل المركز 173 من أصل 178 دولة في تصنيف المنظمة لحرية الصحافة.
وتناولت الدراسة بالأرقام والبيانات توزع الصحف الجديدة في سوريا، والصعوبات التي واجهت طباعتها وتوزيعها في ظل القبضة الأمنية لنظام الأسد، كحال صحف سوريتنا وعنب بلدي وأوكسجين في ريف دمشق، ومن ثم انتقال معظم الصحف للعمل خارج سوريا تحت تأثير انعدام الأمن والتصعيد العسكري.
وسلطت الباحثة الضوء على تطور بعض الصحف، التي أضفت طابعًا من الاحترافية على أدائها خلال السنة الأخيرة، كحال الصحف التي انضوت في الشبكة السورية للإعلام المطبوع، والتي لاقت حلولًا للطباعة والتوزيع بعدد مقبول من النسخ بشكل دوري، داخل وخارج سوريا، بالتعاون مع منظمات داعمة.
وأشارت إلى عوائق كبيرة تشهدها الصحافة السورية الجديدة، أبرزها غياب التمويل الكافي، وعمليات التوزيع تحت تأثير بعض الجهات المسلحة في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، خلصت بعدها الباحثة الفرنسية إلى بعض التوصيات، منها ما يخص وسائل الإعلام نفسها، كالتفكير في دورها واحتياجات قرائها، وتعزيز الشراكات فيما بينها، والانتقال نحو مزيد من الاحترافية وتطوير حضورها عبر فضاء الإنترنت، إضافة إلى التفكير في استراتيجيات التوزيع، والنماذج الاقتصادية الملائمة لكل منها.
كما أوصت المؤسسات الداعمة للإعلام للسوري بتطوير تعاون فعال بينها لتحقيق التكامل في برامجها، وتقديم مختلف أنواع الدعم المهني والفني والمادي، وضمان استقلالية الوسائل الإعلامية السورية واستدامتها.
ثماني ورشات وجلسات حوارية خلصت إلى توصيات
تناولت الورشات دور الإعلام في فترات النزاع، كما هو الحال في سوريا، وكيف يمكن أن تسهم الصحف في الإعداد لفترة ما بعد النزاع، وإمكانية تعزيز عناصر التوازن والموضوعية، وتجنب البروباغاندا في تغطياتها. كما ناقشت موقع وسائل الإعلام المطبوعة في المشهد الإعلامي السوري الحالي، ونوعية الأخبار والمواضيع التي ينبغي على الصحافة أن تسلط الضوء عليها.
وناقشت الجلسات الحوارية في اليوم التالي للمؤتمر الفرص والتحديات المستقبلية، من حيث هيكلية المنشورات وفرق التحرير وإضفاء الطابع الاحترافي عليها، إضافة إلى آلية الطباعة والتوزيع تحت الضغوط، والفرص والحلول المطروحة. كما بحث المجتمعون في كيفية تأمين مصادر تمويل جديدة وبديلة للاستعاضة عن المانحين، والاستراتيجيات المطروحة لتطوير العمل الصحفي، وضمان استمرارية عمل المؤسسات مع الحفاظ على استقلاليتها.
وشهدت الورشة الأخيرة نقاش موضوع إشكالي يمر به الإعلام السوري بشكل عام، وصفه بعض الصحفيين بـ «الدور السلبي» في التعامل مع النزاع، الذي يؤدي إلى تأجيج الصراع الطائفي في البلاد، وضرورة إسهام الصحف في ترسيخ قيم السلام والمصالحة في سياق النزاع المحتدم، وتحقيق التنوع وحرية التعبير والتسامح واللحمة الاجتماعية والتعايش بين الطوائف من أجل إنهاء النزاع وتخفيف آثاره.
وخرج المشاركون بمجموعة من التوصيات، توجهوا بها إلى الوسائل الإعلامية السورية المطبوعة، حثوا فيها على التنسيق والتشبيك فيما بينها وتبادل الخبرات الإدارية والمهنية، والسعي إلى مأسسة وتنظيم عملها، والالتزام بالمعايير الأخلاقية لمهنة الصحافة، بالإضافة إلى إجراء دراسات على الجمهور وتلبية احتياجاته الإعلامية، وتطوير المنصات الإعلامية الإلكترونية لضمان الوصول إلى أكبر شريحة من السوريين أينما وجدوا. كما حث المجتمعون المؤسسات الدولية الداعمة على التنسيق فيما بينها في برامج الدعم والتدريب، وإشراك المؤسسات المستفيدة في تصميمها، بالإضافة إلى محاولة الوصول إلى الصحف السورية التي لا تملك ممثلين خارج سوريا، من أجل دراسة احتياجاتها ومحاولة دعمها وتطويرها.
مشاركة مقبولة وحضور دولي
شاركت في المؤتمر الأول لوسائل الإعلام السورية المطبوعة، ما يزيد عن 20 جريدة ومجلة سورية، عربية وكردية، تندرج جميعها تحت الإعلام السوري الجديد، ومنها عنب بلدي، صدى الشام، سوريتنا، تمدن، كلنا سوريون، طلعنا عالحرية، الغربال، غراس، الحرمل، بوير، عين على المدينة، ياسمين سوريا، صور، زيتون، حنطة، الأيام، ضوضاء، سيدة سوريا، عين، وحبر.
كذلك حضر عدد من الخبراء والصحفيين من دول شهدت نزاعات عسكرية، منهم فيتالي فديانين من وكالة الأنباء الأوكرانية، هادي جالو مرعي من المرصد العراقي لحرية الصحافة، محمد بغالي من صحيفة الخبر الجزائرية، دارغان يانيتش من النقابة المستقلة للصحفيين الصرب، حسام عيتاني (صحفي لبناني يعمل في الحياة)، إلى جانب باحثين وصحفيين مهتمين بالقضية السورية، منهم دومينيك تييري (فرنسا)، سوازيك دوليه (فرنسا)، أيمن بردويل (فلسطين)، يزن بدران (سوريا)، وجهاد يازجي (سيريان أوبزيرفر).
رعت المؤتمر الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي CFI، المدعومة من الاتحاد الأوروبي، وساعد في إعداد برامجه الصحفية السورية المستقلة هالة قضماني.
سوازيك دوليه
باحثة فرنسية مستقلة
شهدت الصحف السورية تطورًا كبيرًا في المستوى المهني منذ العام 2011 وحتى الآن، وهناك تغيرات إيجابية جدًا في أدائها الصحفي، لكن ما يقلقني هو مَن جمهور وسائل الإعلام؟ يجب معرفة طبيعة الجمهور المستهدف وأماكن تواجده.
هناك صعوبات يواجهها الصحفيون، كالهجرة من تركيا إلى أوروبا بسبب عدم الاستقرار، وهنا يبرز دور وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية الداعمة، التي يجب عليها السعي إلى التسجيل القانوني في البلدان التي تتواجد فيها، وبالأخص في تركيا، حيث تدار معظم الصحف، إضافة إلى زيادة الضمانات المادية من خلال تكثيف مصادر التمويل وتمديد مشاريع المنظمات الداعمة، مع توفير التدريب الدوري والحماية الرقمية والقانونية للصحفيين المتواجدين في تركيا، في ظل الأزمة التي تشهدها، وحماية المراسلين المتواجدين على الأرض السورية.
على المؤسسات الدولية أن تكون جسرًا بين وسائل الإعلام الجديد في سوريا والإعلام الغربي، لتغدو هذه الوسائل مصدرًا أساسيًا للمعلومات».
هالة قضماني
صحفية سورية مستقلة
الإعلام الجديد في تطور جيد وفرض نفسه سريعًا جدًا، ووضعه في المستقبل مرتبط بالواقع السوري آنذاك، نحن نرى اليوم تسارعًا وتقلبات على الساحة السورية تجعل من الصعب التنبؤ بالأحداث السياسية، وبالنتيجة تطور الصحافة وأي نوع من الإعلام.
خلال العامين الماضيين شهدنا تحولات كبيرة على المستوى الإعلامي في مجال الإذاعات والمطبوعات والإنترنت، كل هذه الأمور المتحركة لها تأثيرها الأساسي على الإعلام الجديد والمواكب لأي تطور ويتأقلم مع أي وضع سياسي أو أمني أو عسكري، أو حتى واقع الشعب السوري الذي أضحى بين الداخل والخارج.
طبعًا يوجد تطور نحو الاحترافية للصحف والمجلات الجديدة، هناك تحسن دائم، ويمكن أن نعتبر أن عددًا من الصحف والمجلات أصبح لديها طابع احترافي بسبب تراكم الخبرات ودورات التدريب.
حسام عيتاني
صحفي لبناني يكتب في الحياة اللندنية
الإعلام السوري اجتاز خطوات عظيمة من عام 2011 وحتى اليوم، وانتقل من الطابع الفردي إلى المؤسسة، لكنه يمتلك العديد من المشاكل تتعلق معظمهما بخصوصية الحالة السورية، كالصدور من المنفى واضطراره للتعامل مع عدد من الرقابات والسلطات الموجودة على الأرض، المتضاربة في المصالح والأهواء.
إن وضع الإعلام الجديد ليس بالسهل من ناحية التمويل أو الوصول إلى القراء والجمهور المستهدف، لكن أعتقد أنه يتقدم رغم العوائق والعقبات، كذلك هناك تفاوت بين وسائل الإعلام، منها يؤدي بطريقة مهنية واحترافية، لكن هناك إشكالية نجدها عند البعض، وهي استسهال الخطاب الحزبي والإيديولوجي، وعدم إيلاء الموضوعية حقها.
في حالة الصراع يكفي تقديم الحقائق لتبيان الواقع وترك التحليل لأماكن أخرى، فهناك في بعض وسائل الإعلام المكتوب تدخل وجهات النظر وإحكام القيمة وإطلاق الصفات في صلب صياغة الخبر، ومن المفترض أن يتم الانتباه له مع الوقت، والقدرة على التعامل بشكل أذكى مع الخبر وفصله عن الرأي أو التعليق أو وجهة نظر الصحيفة.
آراس اليوسف
مدير مؤسسة ولات الإعلامية
في تغطية القضية الكردية في الإعلام البديل نجد أحيانًا أخطاء من بعض الجهات، وأحيانًا نرى تعاطيًا إيجابيًا مع الواقع الكردي، والمطلوب هو عدم الخلط بين القوات الكردية التي تلاقي نقدًا من عدة وسائل إعلامية وبين الشعب الكردي.
في النهاية سيكون هناك توافق سوري مع ما سيحدث في البلد، وسيبقى هو الأثر الذي سيظل في نفوس الناس، فنطلب من الجميع الاهتمام بهذه النقطة.
نحن في مؤسستنا نركز على موضوع الأخوة والتسامح، إضافة إلى أمور مشتركة تهم الشعب السوري، كذلك نحاول الابتعاد عن النعرات القومية والطائفية ولغة التخوين التي لا تخدم أحدًا…
نحن لا يمكن أن نعزل دمشق وحمص وباقي المدن السورية، هذه أمور مقدسة لدينا.
ناجي الجرف
رئيس تحرير مجلة حنطاوي
حنطاوي إصدار مطبوع للمراهقين، ويتناول شريحة الأطفال من 9 إلى 15 سنة، نحاول من خلاله أن نتوجه إليهم تحت ضغط تأثير الحرب.
وتبين لدينا في استبيان أنجزناه، أن 80% من هذه الشريحة المتواجدة في سوريا يذهبون إلى جبهات القتال، فنحاول أن نعطيهم فسحة ونريهم الوجه الآخر من الحياة، ولا سيما أن هؤلاء الأطفال كانت أعمارهم بين 4 إلى 8 سنوات عند مطلع الثورة، ولم يكن لديهم بناء الوعي، لذلك نستهدفهم اليوم.
ضمن فريقنا هناك مختص في هذا المجال، يساعدنا في رسم السياسة التحريرية، ونحن اليوم في العددين التجريبيين الأول والثاني، وننتظر نتيجة الأثر الذي سيتركهما، ونحدد بعدها استمرارية الإصدار.
المرحلة التجريبية تستمر لآخر هذا العام، تصدر فيها حنطاوي بشكل شهري، وخطة فريقها خلال العام المقبل هو إصدارها بشكل نصف شهري.
بسام يوسف
رئيس تحرير صحيفة كلنا سوريون
العمل المسلح هو الطريقة الوحيدة لإسقاط النظام، لكن ما هو دور الإعلام، هو المسؤول عن جمع مكونات المجتمع، والإعلام يجب أن يعمل على صيغة سوريا القادمة، شكلها ونموذج المواطنة والدولة المدنية.
الإعلام السوري لعب دورًا كبيرًا في تأجيج الصراع الطائفي، كان النظام يسرب تسجيلات من أقبية أفرع المخابرات بلهجة طائفية لتتناوله المعارضة وتؤجج به، لماذا؟ لم نسأل أنفسنا لماذا أخرج النظام هذا التسجيل؟ والسؤال الأهم: لماذا لا نتناول المواقف التي تدل على الوحدة الوطنية، هناك أكثر من مليون أو مليوني سوري لاجئين في منطقة الساحل.
برأيي صيغة الخطاب التي تستخدم الآن هي غير وطنية، وناتجة عن عدم خبرة، يجب أن نعمل على سورية الواحدة بشعبها ووحدتها.
هيثم عثمان
مدير مؤسسة غراس
مجلة غراس خاصة بالطفل وتتوجه من عمر 5 سنين إلى 12 سنة، بدأت من سنة وشهرين تصدر شهريًا وتوزع مجانًا في المخيمات وأرياف حلب في الداخل السوري.
المجلة صدرت كاستجابة للحاجة العالية التي لمسناها عبر برنامج المؤسسة لتوثيق الأضرار والانتهاكات الخاصة بالطفل، وجدنا أن هناك فقر في المادة العلمية وضعف استيعاب في المدرسة، إضافة إلى حالات تلوث وتسمم وتعرض لمخاطر معينة، كالألغام ومخلفات الحرب، وهذا ما دفعنا باتجاه الاستجابة بشكل مباشر للطفل عبر برامج توعوية ضمن المجلة لتغطي هذا الجانب بالإضافة إلى الجانب النفسي، في ظل الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
كذلك فإن المؤسسة كان لها دراسات على الأرض سبرت من خلالها النتائج النفسية السلبية على الأطفال، لذلك فإن هناك تركيز على المحتوى والدعم النفسي الاجتماعي.
نوزع من 5 آلاف إلى 7 آلاف نسخة شهريًا، وسط معوقات أبرزها المادي، بسبب عدم استقرار الدعم، إضافة إلى ندرة الخبرات في مجال كتابة قصص الأطفال، في ظل الهجرة وحالة عدم الاستقرار عند السوريين بشكل عام.
الصحافة السورية الجديدة
المحصلة والتحديات والآفاق
أنهت الباحثة الفرنسية سوازيك دولييه دراستها المعمقة حول واقع الصحافة المطبوعة في سوريا، مطلع الشهر الحالي بعد جهود بحثية استمرت لأكثر من ستة أشهر، بدعم من منظمة CFI الفرنسية، التقت خلالها بالعديد من الصحف السورية التي يعمل محرروها على الأراضي التركية.
استهلت الباحثة الدراسة باستعراض مطول لتاريخ الصحافة السورية وواقع البلاد السياسي الذي سبق ثورة آذار، وكيفية نشوء الصحافة الجديدة ومراحل تطورها من صحافة المواطن إلى صحافة المؤسسات الاحترافية.
وقسمت دولييه دراستها إلى عدة أقسام، بدأتها بسرد موجز للإعلام السوري المطبوع الجديد، اعتمدت فيه على بعض الأرقام والإحصائيات الواردة في كتاب «الصحف السورية الجديدة» الذي أصدرته مؤسسة عنب بلدي في أيار 2015، ثم تناولت عملية هيكلة القطاع الإعلامي السوري، التي أخذت شكل المبادرات التطوعية في بداياتها، ثم توجهت نحو مزيد من الاحترافية والإبداع مع مرور الوقت، وبمساعدة منظمات إعلامية عملت في مجال التدريب والتطوير المهني. كما تناول القسم الأول جزئية الطباعة والتوزيع والمشاكل التي اعترضت الصحف.
القسم الثاني تناول الصعوبات التي واجهتها الصحف في السياق السوري، والمؤثرات التي لعبت دورًا في تشكيلها، إضافة إلى تأثير عامل التمويل، الذي لم يكن كافيًا لضمان استمرار عدد كبير منها.
في القسم الثالث، تناولت الباحثة التحديات الواجب مواجهتها بالنسبة للصحف، وأبرزها تشخيص الجمهور وطرق التعامل معه، لاسيما مع انقطاع معظم الصحف عن الأرض السورية، لأسباب أمنية ولوجستية، بالرغم من اعتمادها على شبكات من المراسلين والمواطنين الصحفيين على الأرض. كما لفتت الدراسة إلى ضرورة تعزيز نقاط التوزيع للاقتراب أكثر من القارئ ومعالجة قضاياه المباشرة، وضرورة رفع مستوى الاحترافية والأخلاقيات المهنية في أداء الصحف عمومًا.
القسم الأخير من الدراسة خصص للتوصيات، التي وجهتها دولييه إلى كل من وسائل الإعلام نفسها، والمؤسسات الداعمة والمانحين.
فقد حثت الدراسة الوسائل الإعلامية السورية على التفكير مليًا في قرائها، وتعزيز الشراكات فيما بينها، وتحسين المستوى المهني لمنتجاتها الإعلامية، والعمل على زيادة حضورها في الأوساط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، والبحث عن النماذج الاقتصادية الملائمة لضمان استمرارها واستدامة مشاريعها.
وبالنسبة للمؤسسات الداعمة، فقد دعت الباحثة المنظمات إلى تطوير تعاون فعال فيما بينها، ومساعدة الصحف في التعرف على قرائها، وتحديد أولوياتها بالنظر إلى الدراسات التي أجريت على الجمهور، بالإضافة إلى التركيز على الدورات التدريبية المتعلقة بالمبادئ الصحفية للتغلب على أزمة تناوب فريق التحرير وتسربها المستمر، كما حثتها على تعزيز استقلاليتها إزاء المانحين والتوجه إلى دعم الصحف المحلية التي ليس لها مكاتب تمثيل على الأراضي التركية.
أما بالنسبة للمانحين، فقد دعت الباحثة إلى تعزيز آليات الشفافية وسياسات الدعم، وأعادة النظر في بعض المسائل الإجرائية التي تعيق الاستجابة السريعة لاحتياجات المشاريع الملحة.
جاءت الدراسة في 21 صفحة من القطع الكبير، ونشرت بنسختها العربية في الثالث عشر من تشرين الأول 2015، بالتزامن مع مؤتمر الصحف السورية المطبوعة الأول، الذي أقيم في مدينة غازي عنتاب التركية ما بين 13 و 14 من الشهر الجاري.