غيّر النظام السوري موقفه من قرار مجلس الأمن تمديد مرور المساعدات عبر “باب الهوى” الحدودي بين سوريا وتركيا، بعد يوم من إصدار القرار، بعدما كان مستاء في أول رد فعل على إقراره.
وبعد ساعات على مرور القرار، في 9 من تموز، اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، أن الآلية “مسيسة لما تمثله من انتهاك لسيادة سوريا ووحدة أراضيها”، حسب تعبيره.
ونقلت “وكالة الأنباء السورية الرسمية” (سانا) عن صباغ، أن الدول الغربية ركزت جهودها لتمديد هذه الآلية “التي تخدم أجنداتها”.
ووصف صباغ ما يتم تسميته بأنه “شريان منقذ للحياة” تضليل هدفه التلاعب بمشاعر الرأي العام وابتزاز عواطفه، على حد قوله.
لكن وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، اعتبر أن الصيغة الحالية لقرار التمديد تعتبر إنجازًا لأنها “تضمن كل الجوانب التي كانت الدول الغربية ترفض تناولها ويشدد على إيصال المساعدات الإنسانية من الداخل السوري وليس فقط من المعابر”، بحسب “سانا”.
وقال الوزير المقداد، في 10 من تموز، إن القرار “يجدد إيمان الأمم المتحدة القوي بوحدة أرض وشعب سوريا، مما يعني أن النظام التركي لن يكون مرتاحًا، وكذلك الولايات المتحدة التي تدعم الانفصاليين في الشمال السوري، كما يعني أن المسلحين والإرهابيين قد تمت محاصرتهم في هذا القرار الذي شدد في جميع فقراته على ضرورة تقديم كل المساعدات الممكنة لسورية وخاصة من الداخل السوري”.
وفي الوقت الذي أبدى فيه ارتياحًا لما وصفه بالمجهود الروسي والتركي، أشار المقداد إلى أن الدول الغربية ما زالت تصر على أنها لن تقدم مساعدات لحكومته، وأنها ستحجم عن الإسهام في مشاريع التنمية وإعادة الإعمار، على الرغم من أن القرار الذي اعتمدته ينص على خلاف ذلك.
وفي 9 من تموز الحالي، قرر مجلس الأمن الدولي تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام عن طريق معبر “باب الهوى” الحدودي بين سوريا وتركيا.
وأقر المجلس التمديد لمدة 12 شهرًا على مرحلتين كل منهما ستة أشهر، تمدد الأولى بناء على قرار الأمين العام للأمم المتحدة.
صفقة غير معلنة
وأعلنت روسيا أنها ستجري حوارًا مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تجديد تفويض معبر “باب الهوى”، بشأن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بعد انتهاء جلسة التصويت، وفي إجابة عن سؤال عما إذا كانت روسيا قد حصلت على أي وعود أمريكية بشأن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، “نحن نتحدث عن هذا الأمر، نعم”، بحسب ما نقلته “البعثة الدائمة للاتحاد الروسي” على موقعها الرسمي.
وبحسب نيبينزيا، حددت روسيا خطوطها الحمر خلال المشاورات حول الوثيقة، وأشار إلى أن النص النهائي للقرار يحتوي على بنود كانت تفتقر إليها النسخة الأصلية التي بدأتها الدول الغربية.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إن الحكومة الأمريكية مقتنعة بأن القرار الجديد بشأن سوريا، الذي أقره مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، جاء نتيجة اتصالات شخصية بين الرئيسين.
وقال المسؤول، “لدينا إحساس قوي بأن المشاركة على مستوى القادة فقط على غرار ما حدث في قمة (جنيف)، كان من شأنه أن يؤدي إلى هذا التمديد وتأمين هذا الوصول في وقت تعاني فيه سوريا من ضائقة إنسانية وحاجة شديدة”.
اقرأ أيضًا: لماذا قبلت روسيا تمديد إدخال المساعدات إلى سوريا
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة مجلس الأمن التي انعقدت اليوم، الجمعة 9 من تموز، لمناقشة قضية المساعدات الإنسانية عبر الحدود، إن قرار التمديد جاء بالاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.
وسبق الجلسة تخوف من “فيتو” روسي يعرقل إعادة تفويض قرار إدخال المساعدات عبر الحدود، واستبدال الخطوط الداخلية بها، وهي التي تشرف عليها حكومة النظام السوري.
يريد النظام السوري تسليم المساعدات عبر الخطوط الداخلية وسط مخاوف من استعمال النظام لهذه المساعدات كوسيلة للانتقام من السوريين، أو لأغراض تجارية في ظل واقع اقتصادي هش تعيشه المناطق التي يسيطر عليها.