سوق هال ريف حلب الغربي..
خطوة جديدة لإنعاش المنطقة والقضاء على احتكار السلع
طارق أبو زياد – ريف حلب
«كفانا دمارًا وحان وقت البناء”، بهذه الكلمات بدأ أبو شعبان حديثه لعنب بلدي عن مشروعه الجديد بإنشاء سوق للهال في ريف حلب الغربي، في خطوة “جريئة” للنهوض من تحت الركام نحو بناء المشاريع والتجهز للخروج من ضغط الحرب.
بدأ مشروع سوق الهال منذ قرابة 4 أشهر، وكان في البداية فكرة صغيرة لإنشاء عدد من الدكاكين وتنظيمها لتكون «سوق هال» بالقرب من بلدة أورم الكبرى، ولكنه «سرعان ما توسع ليبدو استثمارًا ضخمًا يضم عددًا كبيرًا من المحلات الواسعة، وبدأ الناس بالإقبال عليه والمنافسة للحصول على المحلات، والحمد لله هو يسير بشكل منظم وبانسيابية»، وفق أبي شعبان.
يعد أبو شعبان الممول والمسؤول التنفيذي للمشروع، ويقول إنه مع جبهة النصرة شركاء في هذا الاستثمار، فهو قدم المال والإشراف وهي أمنت المكان والحماية.
ويتابع في حديثه لعنب بلدي “فرحتي لا توصف وأنا أرى العمال وهم يضعون اللمسات الأخيرة ليكتمل العمل، ولكن فرحتي الأكبر ستكون عندما تمتلئ هذه الرقعة من الأرض بالبائعين والزبائن”.
يتحدث أبو عدي، أحد مقاتلي النصرة ومالك لأحد الدكاكين في المشروع، عن رؤيته لمثل هذه المشاريع، “في البداية لم أكن أتوقع نجاحه، كانت المحلات تعرض للبيع بأسعار قليلة جدًا، 50 ألف ليرة للمحل الواحد، ولكن مع الوقت بدأت معالم السوق تتضح، فقد زيّن بالحجر من الخارج وفرشت ساحته بالإسفلت وبدأ يلفت أنظار الناس”.
ولهذه الأسباب بدأت أسعار المحال التجارية في السوق ترتفع، يتابع أبو عدي “الآن أقل دكان ثمنها 600 ألف، وهناك دكاكين تصل إلى المليون و300 ألف، وقد بيعت كل المحلات”.
علاء أبو أحمد، خريج كلية التجارة والاقتصاد، تحدث لعنب بلدي عن التسهيلات والنتائج التي توفرها مثل هذه المشاريع قائلًا: «خدمات كبيرة يتم تأمينها بهذه الأفكار، فالسوق سيغذي معظم منطقة ريف حلب بالخضراوات والفواكه، ويخرج الأهالي من تحت رحمة الاحتكار والتلاعب بالأسعار، ويوفر فرص عمل كثيرة للشباب تسهم بالحد من البطالة، التي تعد من أكثر المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها السوريون، لأن أغلب المعامل والمنشآت الصناعية توقفت عن العمل وسببت بارتفاع نسبة البطالة بشكل جنوني».
يرى علاء أن المشروع سيتكلل بالنجاح وسيكون البوابة الأولى لبدء مشاريع مماثلة تقدم خدماتها للناس، مقدمًا نصيحته للتجار وأصحاب رأس المال بالتفكير بشكل جدي للعمل على مشاريع خدمية واستثمارية تعود بالفائدة عليهم وعلى المجتمع، وعدم التخوف من ضياع أموالهم لأن الحاضنة السورية متعطشة لأي عمل قادم، متمنيًا على الحكومة المؤقتة تنفيذ مشاريع مماثلة.
تعد المنطقة، بين أورم الكبرى والأتارب، منطقة مشاريع ضخمة، فلا يقف الأمر عند سوق الهال، بل يتعداه إلى مشاريع كثيرة، وقد بدأ العمل على منطقة صناعية بجوار السوق، وهناك أماكن أخرى لم يتم العمل عليها بعد، وفق أبي أكرم، أحد العاملين في السوق والمالك لعدد من المحلات فيه.
أما أبو النور، وهو من أهالي قرية الأتارب، فأبدى استياءه من إنشاء السوق الجديد باعتباره مشروعًا ربحيًا غايته الرئيسية هو سيطرة النصرة على زمام الأمور والعودة بالأرباح وفرض الضرائب على الناس.
ويوضح الرجل الأربعيني “هناك سوق سابق مكانه ريف حلب الغربي على أوتوستراد حلب-دمشق بالقرب من مخبز شمسين، ويضم عددًا لا بأس به من الدكاكين ويقصدها أغلب سكان المنطقة وهي تفي بالغرض”.
يذكر أن ريف حلب الغربي يعتبر مكانًا مناسبًا لبناء مشاريع استثمارية كونه الطريق الرئيسي القادم من الحدود التركية باتجاه الشمال السوري “المحرر”، وتتجه الأنظار نحو تحولّه إلى المنطقة الصناعية الأولى في سوريا بعد توقف عدة منشآت أخرى في عموم المحافظات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :