راجع إبراهيم الصيدلية الزراعية في قريته السحل، بريف الرقة الجنوبي، ليعرف سبب رداءة نوعية بذار عبّاد الشمس التي اشتراها منها قبل قرابة الشهرين، ليكون جواب الصيدلي أنه اشترى البذار من مستودع ولا يعرف السبب.
إبراهيم الحسن (40 عامًا) قال لعنب بلدي، إن أغلبية حبّات البذار لم تنبت على الرغم من مراعاته ظروف الري والتسميد وتجهيز الأرض بالمستوى المطلوب.
ويشتكي مزارعون في أرياف الرقة من رداءة “أغلبية” أنواع البذار التي تُباع في الصيدليات الزراعية، إذ يزرعون بها أراضيهم، لكنها لا تنبت بالشكل المعتاد.
حسين الرجب، مهندس زراعي من ريف الرقة الجنوبي، امتنع عن كفالة أي نوع من أنواع البذار خلال الموسم الزراعي الحالي، كان قد باعها للمزارعين في منطقته.
وكان ذلك بسبب كثرة المشكلات بينه وبين المزارعين، بسبب تدني جودة البذار التي يبيعها لهم، وهي الوحيدة المتوفرة في أسواق الرقة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وأضاف المهندس أن كثيرًا من أنواع البذار لا تتلاءم مع بيئة الرقة، لأن أغلبية الجهات التي تستورد هذه البذار هي شركات تجارية، ولا تمتلك خبرة في تحديد الأصناف التي تتلاءم مع نوعية التربة وبيئة الرقة.
وأرجع حسين رداءة البذار المتوفرة في الأسواق إلى غياب الرقابة أو ضعفها من قبل المؤسسات المعنية بهذا الشأن، وعلى رأسها “لجنة الزراعة والري” في “مجلس الرقة المدني”.
أحد أعضاء “لجنة الزراعة والري” في الرقة، قال لعنب بلدي، إن اللجنة تعمل على تحديد الأصناف الملائمة للزراعة في الرقة، وإبعاد الأصناف الأخرى من الأسواق، وتنبيه المزارعين إلى هذا الأمر.
وأضاف عضو “لجنة الزراعة” (طلب عدم ذكر اسمه، لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث إلى الإعلام)، أن اللجنة ستعمل مستقبلًا على منح شركات معيّنة إذن استيراد البذار، وسيكون الاستيراد من شركات متخصصة بالشأن الزراعي، ويشرف عليها اختصاصيون زراعيون.
وأشار العضو إلى أن “اللجنة” تعمل عبر جولات ميدانية على مراقبة نوعية البذار بعد زراعتها، لتسجيل الملاحظات الضرورية لمراعاتها خلال المواسم المقبلة.
وأثّر موسم الجفاف الحالي على إنتاجية “أغلبية” المحاصيل الزراعية مثل القمح والشعير، إلى جانب تأثر المزروعات الصيفية بانخفاض مستوى نهر “الفرات” الذي أثّر على مشاريع الري بريف الرقة.
ومنذ بداية العام الحالي، انخفضت نسبة تدفق نهر “الفرات” نحو الأراضي السورية حتى 181 مترًا مكعبًا بالثانية، رغم وجود اتفاقية موقعة في العام 1987 تحدد نسبة التدفق بـ500 متر مكعب بالثانية.
وكانت محافظات الجزيرة السورية، الرقة والحسكة ودير الزور، تشكّل سلة سوريا الغذائية قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، لكن المنطقة خسرت هذه الصفة تدريجيًا مع التغيرات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها.
اقرأ أيضًا: ريف الرقة.. أساليب بدائية لتحقيق أقصى استفادة من المحاصيل الزراعية
–