نادي “بسمة نور” في الوعر.. الأطفال خارج قانون الحرب القاتل
جودي عرش – حمص
افتتح ناشطون في حي الوعر نادي «بسمة نور» الترفيهي منتصف تشرين الأول الجاري، بهدف «دعم الأطفال نفسيًا وإبعادهم عن أجواء الحرب المعتادة، عبر تدريسهم بطرق ترفيهية خارجة عن الطرق المعتادة والمألوفة»، وفق القائمين على المشروع.
بعيدًا عن تعقيدات التعليم المدرسي
جاءت فكرة التأسيس من فريق «رحماء الخيري»، وهم مجموعة شباب متطوعين يعملون في المجال الإغاثي، آخر أعمالهم كان مشروعًا يدعم الأطفال المعاقين في حي الوعر ويقدم لهم العون.
وطرحت الفكرة مع أطباء نفسيين سوريين في الخارج تعاونوا لطرح مناهج تعليمية، بحسب أبي شريف، وهو مدير النادي، والذي يوضح لعنب بلدي «هدفنا كخطوة أولى هو إخراج الأطفال في الحي من جو الحرب وإدماجهم في النشاطات، بعيدًا عن تعقيدات التعليم المدرسي، ثم إبراز مواهبهم ودعمها بطرق ترفيهية جديدة تنسيهم هموم الحرب وجوع الحصار».
نحو 1500 طفل محاصر في حي الوعر لديهم مواهب مكبوتة يسعى «بسمة نور» لكشفها، كما يقول أبو شريف، ويضيف «كلنا ثقة بأنّ الطفل السوري في هذا الوقت لديه عدة مواهب وعلينا كمجتمع أن نصقل تلك الكفاءات ونفرّغ الطاقات ونوجهها بطريقة صحيحة، لنضمن بناء جيل سليم يقود سوريا بعد سقوط النظام».
يرى أبو شريف أن الحصار الخانق حال دون تنفيذ المشروع بالشكل المخطط لهُ، ورغم الجهود التي قدمتها إدارة النادي، يوجد نقصٌ نحاول تأمينه، ويقول «لم يرزقني الله طفلًا يناديني يا أبي، لكنني أعامل الأطفال جميعًا على أنهم أولاد لي، ويمكنني القول إنني سعيد جدًا بسعادتهم؛ مشروعنا لم يكن يومًا ولن يصبح تجاريًا إنما هو مشروعٌ إنساني لن يتوقف حتى لو حوربنا جميعًا».
نشاطات النادي والكوادر التدريسية
اعتمدت الإدارة على اختيار الكوادر الخاصة بها بناءً على الكفاءات الدراسية، لكنها لم تتوفر بشكل كامل بسبب الحصار المطبق على الحي، بحسب أبي فارس الأتاسي وهو عضو في مجلس إدارة النادي، موضحًا لعنب بلدي «يتكون الكادر من 15 فردًا ينقسمون إلى ثلاثة كوادر وهم: الكادر التدريسي، يضم مختصين وأصحاب شهادات جامعية، ثم كادر المشرفين، ومهمتهم الإشراف الكامل على الطفل ولم نعتمد على الكفاءة العلمية هُنا بل على حنانهم ومدى قدرتهم على التعامل مع الأطفال بطيبة، وأخيرًا الكادر الطبي، وهو المسؤول عن الكشف الدوري للأطفال تزامنًا مع افتتاح عيادة صغيرة وصيدلية لضمان صحة الأطفال المتواجدين في النادي».
يضم النادي ثلاث مراحل تعليمية صنفت حسب المرحلة العمرية للطفل، ويتراوح أعمار الأطفال من 4 إلى 13 عامًا، بينما تصنف المواد المعطاة إلى اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنكليزية وحصص الرياضة والإنشاد والمسرح والرسم والأشغال اليدوية، حسبَ الأتاسي.
ويقول «لا نريد أن يكون التدريس بطرق تقليدية فهدفنا الرئيسي هو استخراج موهبة الطفل في كل المجالات المتاحة، في اللغة العربية مثلًا سنزود الطفل بالفصاحة والشعر والأوزان الصحيحة كي نستخرج موهبته ونساعده في صقلها».
أما عن الرياضات فتشمل كرة القدم والسلة وطاولة البينغ بونغ، بينما تفكر الإدارة بافتتاح مطبخ داخل النادي، وهو أحد المشاريع المطروحة مستقبلًا.
نشاطات مسرحية
فرقة «بسمة نور» مكونة من 10 فتيات يتمتعن بموهبتي الرقص والإنشاد، وقد بدأت الفرقة بالعمل منذُ سنة وأقامت عدة حفلات في الحي المحاصر، وفق مايا الحمصية، وهي مديرة الفرقة، وتقول «عملنا منذُ عام تقريبًا، وقد واجهتُ صعوبة في جمع الفتيات وأعمارهن تتراوح من 4 إلى 9 سنوات».
وعن طبيعة عمل الفرقة، توضح الحمصية «العمل تطوعي والهدف من الفرقة هو إيصال السعادة للأطفال في الحفلات التي أقيمت في الحي، سواء كانت حفلات الأيتام أو تكريم أمهات الشهداء، ووجدنا إقبالًا واسعًا من الناس؛ إنه الداعم الوحيد لنا».
بلغ عدد الأطفال المنتسبين حاليًا إلى النادي قرابة 150 طالبًا، ما يدلّل على تحدي السكان والناشطين هنا لحصارٍ طالت مدّته لكنه لم يستطع قتل إرادتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :