“ظلام شامي”.. كوابيس الجنوب الممتدة نحو الشمال
يسرد الكاتب رامي المصري في روايته الأولى “ظلام شامي” قصة شاب من ريف دمشق اسمه “يمان”، من فئة الطبقة الفقيرة اقتصاديًا داخل المجتمع السوري، ولكنه يمتلك من الشغف ما يدفعه إلى خوض مغامرات وحكايات قد تودي بحياته في نهاية المطاف.
تبدأ أحداث الرواية (200 صفحة) في شهر تشرين الأول من عام 2010 في دمشق، حيث يستعد “يمان” للانتقال إلى مدينة حلب شمالي سوريا لدخول كلية الإعلام، وهو المجال الذي يطمح بإتقانه من أجل نقل أصوات المظلومين إلى العالم.
تتميز شخصية “يمان” بإغراق نفسها في التفكير بأدق التفاصيل التي قد تمر بها خلال يومها المعتاد، وميل الشخصية إلى الوقوع في الحب بشكل متسارع بعد أن تلتقي بإحداهن، فيعيش “يمان” قصة حب مع “أمل”، وهي ابنة الضابط الثري الذي عمل “يمان” في مصنعه من أجل تأمين مصاريف معيشته في حلب.
حاول “يمان” أن يستقر في حلب بإقامته داخل بيت عربي تملكه سيدة تدعى “وصال”، ويحاول أشخاص شراء هذا البيت مع رفض السيدة بشكل تام الموافقة على عملية البيع.
تتصاعد أحداث الرواية حتى تدخل زمن الثورة السورية في آذار 2011، وفي هذا الفصل من القصة تبدأ معاناة “يمان” حين يُعتقل بسبب اتهامه بقتل الضابط والد “أمل”، على الرغم من أنه لم يحمل أي سلاح عدا الكاميرا الخاصة به، التي من خلالها وثّق احتجاجات عاشتها شوارع مدينة حلب.
صياغة الرواية بسيطة لشريحة واسعة من القراء، إذ إن كل شخصية تلعب دورها بوضوح عند التأثير على بطل القصة “يمان” سواء بشكل إيجابي أم سلبي.
وسُميت الرواية بهذا الاسم على الرغم من أن معظم أحداثها كانت في مدينة حلب، بسبب “ما آلت إليه الشام بعد كل الأحداث التي حدثت مع البطل”، إذ جعلته “لا يرى في الشام إلا الظلام الذي أحاطه من كل جانب”، وفق ما قاله الروائي الشاب رامي المصري في حديث إلى عنب بلدي.
يرى بطل الرواية “يمان” في نفسه جثة تمشي على الأرض بعد أن خسر كل أحلامه وآماله في حلب، ورأسه مليء بالأفكار والكوابيس الكبيرة، بسبب أنه أُجبر على ترك أهله وأحلامه في نهاية القصة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :