محاولات للاشتباك والمواجهة..

“لواء الباقر” في حلب يضيّق على أهالي أحياء “الإدارة الذاتية”

camera iconأشخاص يسيرون لتفقد منازلهم خلال تواجد لعناصر قوات النظام السوري في حي إبراهيم هنانو في حلب- 4 من كانون الأول 2016 (عمر صناديقي\ رويترز)

tag icon ع ع ع

حلب – صابر الحلبي

يخشى أديب من المرور بالحواجز التابعة لقوات النظام السوري و”لواء الباقر” المحيطة بالأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” بحلب، على الرغم من كونه موظفًا في شركة الكهرباء، وعليه الذهاب بشكل يومي إلى عمله والعودة عصرًا.

تعرض أديب للمضايقات خلال مروره بالحواجز المحيطة بحي الشيخ مقصود عدة مرات، وكذلك تعرض لمحاولة اعتقال على حاجز حي الأشرفية، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأضاف أنه تعرض للضرب خلال محاول الاعتقال من قبل عناصر ميليشيا “لواء الباقر”، لأنه “من القومية الكردية”، إذ يعتقل عناصرها الأشخاص الذين يخرجون من الأحياء التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”.

يضيّق عناصر ميليشا “لواء الباقر” على الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” بمدينة حلب، ومنهم الموظفون الكرد العاملون ضمن دوائر النظام الحكومية، في محاولات لجر المقاتلين التابعين لـ”الإدارة الذاتية” إلى مواجهات واشتباكات.

وعلى الرغم من أن بعض الحواجز المحيطة بالأحياء الخاضعة لنفوذ “الإدارة الذاتية” داخل مدينة حلب مشتركة ما بين عناصر فرع “أمن الدولة” و”لواء الباقر”، أو بين فرع “المخابرات الجوية” و”لواء الباقر”، لا يحرك عناصر الأفرع الأمنية ساكنًا خلال مضايقة أو اعتقال عناصر الميليشيا للمدنيين، وخاصة الكرد منهم.

تضييق على المرضى

ثريا المقيمة في حي الأشرفية بحلب، مُنعت من الخروج لإجراء عملية قلب مفتوح وتركيب شبكة، على الرغم من تأزم حالتها الصحية، ووجود أوراق المستشفى وكذلك الفحوصات الطبية والتحاليل، وموعد إجراء العملية الذي كان مقررًا بتاريخ 26 من حزيران الماضي.

وقالت ثريا لعنب بلدي، إنها حاولت الخروج وإجراء العملية عن طريق “الهلال الأحمر السوري”، ولكنها لم تصل إلى نتيجة، خاصة أن موعد إجراء العملية تأخر بسبب عدم السماح لها بمغادرة الحي، وهو ما فاقم وضعها الصحي، وقد أُجّل موعد العملية حتى تاريخ 7 من تموز الحالي.

حاولت ثريا دفع أموال للمرور من الحواجز التابعة لقوات النظام، بحسب ما أوضحته، ومع ذلك، لم يُسمح لها بالخروج على الرغم من انتهاء التوترات الحاصلة بين النظام و”الإدارة الذاتية” في مدينة حلب.

انتشار للدوريات في محيط الأحياء الكردية

ينتشر عناصر الأفرع الأمنية بشكل يومي في أحياء مدينة حلب، ويعتقلون مطلوبين من الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في المدينة، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

مصدر في “المخابرات الجوية” بحلب قال لعنب بلدي، إنهم يتلقون أوامر يومية لتنفيذ اعتقالات متكررة “لا يمكن رفضها”.

وأضاف أن هذا التضييق مقصود، وفي حال الاعتراض يُسجَن العناصر في الأفرع الأمنية بسبب مخالفة الأوامر، وحتى 1 من تموز الحالي، اعتُقل نحو 132 مدنيًا في أثناء خروجهم أو دخولهم إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في المدينة.

وتُنفذ الاعتقالات بناء على توصيات تأتي إلى العناصر التابعين للأفرع الأمنية، كما أن عناصر من ميليشيا “لواء الباقر” نفذوا اعتقالات طالت مدنيين، بحسب المصدر.

وبشكل عام، لا يتم الاعتماد على أسماء مطلوبين لميليشيا “لواء الباقر” وإنما تُنفذ اعتقالات بشكل عشوائي، للضغط على مقاتلي “الإدارة الذاتية” ومحاولة استفزازهم لجرهم إلى مواجهات واشتباكات.

لكن حتى الآن، لم تسفر الاعتقالات المتكررة عن اشتباكات مباشرة، إذ استنفر عناصر ميليشيا “لواء الباقر” وجهزوا أسلحتهم لاقتحام الأحياء الخاضعة لنفوذ “الإدارة الذاتية”، لكنهم لم يحصلوا على الدعم، وتراجعت بعض المجموعات المقاتلة في صفوف الميليشيا عن المشاركة في الاقتحام، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصادر أمنية متقاطعة.

وتسيطر “الإدارة الذاتية” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق الكاستيلو، منذ عام 2013، وسلّمت أحياء بعيدين والهلك والحيدرية والشيخ خضر وبستان الباشا وكرم الزيتونات، التي دخلتها بعد خروج فصائل المعارضة من المدينة نهاية عام 2016، لقوات النظام مقابل الحصول على دعمها لصد عملية “غصن الزيتون” التي شنتها القوات التركية على عفرين في آذار من عام 2018.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة