الصين وروسيا تفاوضان الأمم المتحدة: تخفيف العقوبات مقابل المعابر
قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، إنه يأمل أن تجد الأمم المتحدة حلًا للأزمة السورية، وليس فقط مشكلة إيصال المساعدات عبر الحدود.
وبحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”، الثلاثاء 6 من تموز، صرّح جون خلال اجتماع مغلق في مجلس الأمن قبل انتهاء تفويض دخول المساعدات عبر المعابر، “بالنسبة للصين، تريد بالتأكيد أن ترى حلًا للعقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سوريا، إضافة إلى حلول حول خطوط الإمداد الداخلية والمعابر الحدودية”.
وحول تعليقات السفير الصيني، ردت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على سؤال الصحفيين إذا ما كانت أمريكا مستعدة لتقديم تنازلات بشأن العقوبات، وأجابت، “هذا ليس نقاشًا حول العقوبات، إنها مسألة احتياجات إنسانية”، بحسب ما نقلته الوكالة.
وأضافت غرينفيلد أن العقوبات تستهدف نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بينما المساعدات الإنسانية الأمريكية لجميع السوريين، في كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمعارضة.
وأُثيرت قضية عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على النظام السوري في التفويض الأخير بمجلس الأمن العام الماضي، إذ طرحت روسيا قضية العقوبات كـ”تأثير سلبي” على الوضع الإنساني في سوريا.
واعترضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على هذه المزاعم، وأصرتا على أن عقوباتهما توفر استثناءات إنسانية.
وبحسب “أسوشيتد برس”، أخبر السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، مجلس الأمن أن نقل المساعدات عبر الخطوط الداخلية في سوريا هو “الخيار الشرعي الوحيد لعملية تقديم المساعدات الإنسانية”.
واتهم الدول الغربية بإضاعة العام الماضي الذي كان من الممكن استخدامه “لإيجاد حل سلس وبنّاء لإدخال المستلزمات إلى إدلب من خلال كل من معبر (باب الهوى) والقنوات المحلية”.
وقال نيبينزيا أيضًا إن العقوبات الأمريكية والأوروبية تلقي “عبئًا ثقيلًا” على كل سوري، معتبرًا أن الدول الغربية “تطلق الصافرة” بشأن وصول المساعدات الإنسانية، بينما تتظاهر بأن مشكلة اختناق سوريا بالعقوبات غير موجودة.
ويتفاوض مجلس الأمن الآن بشأن مشروع قرار اقترحته أيرلندا والنرويج من شأنه الإبقاء على معبر “باب الهوى” وإعادة فتح معبر “اليعربية” الحدودي مع العراق إلى شمال شرقي سوريا.
وسيجدد التفويض الخاص بعملية عبور المساعدات عبر الحدود في 10 من تموز الحالي، ويحتاج قرار تمديد موافقة المجلس إلى تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام حق “النقض” (الفيتو) من أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي والسفير الفرنسي، نيكولا دي ريفيي، حذر من أنه إذا تم السماح بإيصال المساعدات فقط عبر الخطوط الداخلية التي تشرف عليها حكومة النظام السوري، وليس من الدول المجاورة، فإن الدول الغربية التي تقدم 92% من الإغاثة الإنسانية ستوقف التمويل.
وقال الزميل البارز في معهد “الشرق الأوسط” بواشنطن روبرت إس فورد، في إحاطة وُزعت أمس، الثلاثاء، إن “الاعتبار الرئيس لموسكو قبل التصويت هو علاقتها مع أنقرة”، فالحكومة التركية التي تدعم المعارضة السورية، تريد تجنب اندفاع هائل للاجئين من شمال غربي سوريا إذا انتهت العملية عبر الحدود.
وأضاف فورد أن روسيا تتعاون مع تركيا في مسار “أستانة”، الذي بدأت جولته الـ16 اليوم، الأربعاء 7 من تموز، في العاصمة الكازاخية، نور سلطان.
وبحسب فورد، وهو سفير واشنطن السابق في سوريا، فإن روسيا قد تقبل تمديد تسليم المساعدات عبر الحدود مقابل تخفيض العقوبات الغربية، وتضييق الخناق على المعارضة المسلحة في شمال غربي سوريا، وإطلاق قوافل مساعدات من دمشق إلى إدلب.
وتريد روسيا إيصال المساعدات عبر حكومة النظام السوري، لإكسابه بعض الشرعية أمام المجتمع الدولي، وتعتبر أن هذا الشكل من إيصالها أصبح “غير مفيد”، بحسب ما أشار إليه المبعوث الرئاسي الروسي الخاص لسوريا، ألكسندر لافرنتييف.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :