المشاتل في القامشلي.. مبيعات الغراس “جيدة” رغم التحديات
القامشلي- مجد السالم
يتفحص إبراهيم محمد مجموعة من شتلات أشجار الزينة، ويختار ما يراه الأجمل منها ليضعها على شرفة شقته في مدينة القامشلي، فمنذ أن انتقل إلى السكن في المدينة، يواظب على زيارة المشتل الذي افتُتح منذ شهرين بالقرب من الحي حيث يسكن.
لا ينسى إبراهيم (39 عامًا)، خلال زيارته إلى المشتل، انتقاء مجموعة من الغراس لأشجار حرجية ومثمرة وإرسالها إلى أهله في القرية، حيث ستُزرع في الحديقة هناك أمام المنزل، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
شهدت مدينة القامشلي وبقية مناطق الحسكة زيادة في عدد المشاتل الخاصة المتعددة الأغراض خلال الشهور الماضية، مستفيدة من الإقبال المتزايد على شراء الغراس من مختلف الجهات رغم الظروف المادية السيئة التي يعاني منها أبناء المنطقة.
حسين محمد (50 عامًا) صاحب أحد المشاتل الخاصة، أنشأ مشتلًا آخر ضمن مدينة القامشلي بعد الإقبال الملحوظ على شراء الغراس من قبل سكان المدينة وريفها أيضًا.
وحقّق ذلك لحسين أرباحًا جيدة من مبيعاته التي تقدر قيمتها بنحو مليونين و500 ألف ليرة سورية أسبوعيًا، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
الغراس تُباع بجهود المنظمات
تعمل في محافظة الحسكة عشرات المنظمات الدولية والجمعيات المحلية، التي تقدم خدمات منوعة، منها ما له علاقة بالجانب البيئي والجمالي في المنطقة.
وشكّل ذلك سوقًا لبيع آلاف الغراس الحرجية والمثمرة وأشجار الزينة، بحسب حسين، فكثير من المنظمات تنفذ مبادرات لزراعة منصفات الطرقات بالأشجار، وكذلك زراعة مداخل المدن الرئيسة، ويتطلب ذلك كميات كبيرة من الغراس، ما زاد من عمل المشاتل في المنطقة.
وأعطى حسين مثالًا لذلك مبادرة “جدائل خضراء”، التي تقوم بها مجموعة من المتطوعين بالتعاون مع المجتمع المحلي بهدف إنتاج وغرس أربعة ملايين شجرة على عدة مراحل في مناطق متفرقة من الحسكة.
وبحسب مخلص العلي (45 عامًا)، الذي يمتلك مشتله الخاص منذ خمس سنوات، تشهد أشهر نيسان وأيار وحزيران أعلى نسبة طلب على الغراس بمختلف أنواعها.
وقال مخلص لعنب بلدي، إن توجه كثير من السكان إلى بناء مزارع خاصة بهم خارج المدن، زاد من الطلب على الغراس، خاصة غراس النخيل والسرو والصنوبر والعفص الشرقي وأشجار الزيتون والرمان و”الأكي دنيا” والكرمة بمختلف أصنافها، بالإضافة إلى زهور الزينة.
وتتراوح أسعار هذه الغراس بين خمسة آلاف وعشرة آلاف ليرة سورية للأشجار المثمرة، وذلك بحسب حجمها، وبين ألفين وثلاثة آلاف ليرة سورية لزهور الزينة، بحسب مخلص.
تحديات تواجه المشاتل
تضم مدينة القامشلي نحو عشرة مشاتل خاصة، وثلاثة مشاتل تابعة لـ”الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا العاملة في المنطقة، ومشتلًا واحدًا يتبع لوزارة الزراعة في حكومة النظام السوري، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
ولا يخلو عمل المشاتل من بعض المشكلات والتحديات التي تواجه القائمين عليها، بحسب ما أوضحه مخلص، ففرض حظر التجول المتكرر كإجراء احترازي لوقف تفشي جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) سبّب لهم خسائر “كبيرة” نتيجة تعطل حركة البيع.
وتسبب الحظر بموت بعض الغراس بعد تغيّب العمال المشرفين عليها، خصوصًا شتلات أزهار الزينة التي تحتاج إلى عناية خاصة، إذ تذبل سريعًا إذا لم تتم رعايتها يوميًا.
وتأثر عمل المشاتل بارتفاع أسعار الأسمدة ومستلزمات الإنتاج، خصوصًا بعد قرار المصرف الزراعي التعاوني التوقف عن بيع الأسمدة للفلاحين بالسعر المدعوم، مطلع حزيران الماضي.
وحدد المصرف سعر مبيع الطن الواحد من سماد “السوبر فوسفات” بمليون و112 ألف ليرة سورية، وسعر طن سماد “اليوريا” بمليون و366 ألف ليرة، وسعر مبيع طن سماد “نترات الأمونيوم” بـ789 ألفًا و600 ليرة سورية.
ويواجه القائمون على المشاتل، بحسب مخلص، مشكلة تأمين مصدر دائم لري الغراس مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، الأمر الذي يؤثر على جودة الغراس والشتلات.
وتؤدي كثرة الحواجز التي تتبع إلى جهات السيطرة المتعددة، والوقوف عليها لعدة أيام من أجل التفتيش، في أثناء إحضار الغراس والشتلات من بقية المحافظات، كحلب وإدلب ودمشق وحمص، إلى موت كثير من الشجيرات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :