قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن موسكو مستعدة لتسهيل الحوار بين النظام السوري و”الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، شريطة أن يحافظ الجانبان على مواقف متماسكة.
وأضاف لافروف، “نحن على استعداد لتشجيع الاتصالات والمشاورات ولكن الجانبين بحاجة إلى مواقف متماسكة”، مشيرًا إلى أن “أمريكا تدفع جزءًا كبيرًا من الكُرد السوريين نحو الانفصالية”، حسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية، الجمعة 2 من تموز.
وتابع، “آمل كثيرًا أن يفهم هؤلاء الكُرد المهتمون بتطبيع العلاقات مع دمشق الطبيعة الاستفزازية لأمريكا ويرون الخطر الكبير هنا”.
وكانت روسيا تشجع من خلال اتصالاتها على الأرض بعد تدخلها العسكري في سوريا، بناء على طلب النظام السوري، العلاقات المباشرة بين الممثلين الكُرد وحكومة دمشق، حتى يتمكنوا من بدء محادثات حول كيفية العيش معًا في بلدهم، حسب لافروف.
وفي شباط الماضي، أعلن السفير الروسي في سوريا، ألكسندر يفيموف، عن تشجيع روسيا على “بناء وطن مشترك بين الكُرد ودمشق”، وذلك باعتبارهم “جزءًا لا يتجزأ من الشعب السوري”، حسب قوله.
وجرت محادثات بين وفد من “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) (وهو الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية) وبين النظام السوري، خلال كانون الثاني الماضي، لم تكن ناجحة، وسبقت تلك الزيارة زيارات أخرى “فاشلة”، بحسب القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي.
وكان عبدي قال في لقاء أجراه مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إن الحوار مع النظام توقف نتيجة “ذهنية النظام المتزمتة”.
وأشار إلى أن التفاهمات العسكرية مع النظام رهن التفاهمات مع الجانب الروسي كطرف ضامن لها، لكنها لم تتطور إلى اتفاقات موسعة، نظرًا إلى تهرب النظام من التزاماته، وعدم قبوله أي تنازلات تسهم في زرع الثقة بين الطرفين، وتمهد الأرضية للانتقال من التفاهمات العسكرية إلى إطلاق حوار سياسي وطني جاد.
ولفت إلى عدم معارضتهم المشاركة في أي هيكلية أو جسم عسكري وطني سوري، “يحقق الأهداف الوطنية السورية، في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، ويحافظ على خصوصية (قوات سوريا الديمقراطية)”، وألا يكون المجلس الجديد ذا صبغة قومية أو دينية أو مذهبية.
وفي شباط 2020، أعلنت رئيسة المجلس التنفيذي لـ”مسد”، إلهام أحمد، أن النظام السوري وافق بوساطة روسية على بدء مفاوضات سياسية، مع إمكانية تشكيل “لجنة عليا”، من مهامها مناقشة قانون الإدارة المحلية في سوريا، والهيكلية الإدارية لـ”الإدارة الذاتية”.
وأضافت أحمد في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” حينها، أن الروس تعهدوا بالضغط على الحكومة السورية للقبول بتسوية شاملة، ووعدتهم بترجمة الوعود خلال الأيام المقبلة، كما أن انتقال الحوار إلى مباحثات جدية يتطلب وضع أجندة وخطة عمل لمناقشة تفاصيلها من خلال لجان مختصة.