“الشيشاني” لا يركن لإرادة “تحرير الشام” بفك “عقدة الجماعة” في إدلب
نفى قائد كتيبة “جنود الشام”، “مسلم الشيشاني”، ما جاء في بيان على لسان مسؤول التواصل في “هيئة تحرير الشام”، تقي الدين عمر، عن أن مقاتلين من كتيبة “جنود الشام” ضالعون في قضايا جنائية.
وذكر بيان صادر عن الكتيبة من صفحتين رصدته عنب بلدي اليوم، الجمعة 2 من تموز، أن “المجرمين” الذين قالت “تحرير الشام” إنهم ضالعون بقضايا جنائية، هم أقارب لمقاتلين سابقين كانوا يتبعون لكتيبة “جنود الشام” سابقًا، وكانت “تحرير الشام” اعتقلتهم في وقت سابق وأطلقت سراحهم بعد مرور ستة أشهر عقب إثبات براءتهم.
وكان الصحفي بلال عبد الكريم قال، في 27 من حزيران الماضي، إن “تحرير الشام” عرضت على قائد فصيل “جنود الشام”، “مسلم الشيشاني”، الانضمام إلى صفوفها أو مغادرة مناطق سيطرتها خلال مدة زمنية لم يعلن عنها.
شُكّل التنظيم في سوريا عام 2013، على أيدي مقاتلين أجانب أغلبيتهم شيشانيون، في الشمال السوري، ومع قدوم “أبو مسلم الشيشاني” إلى سوريا في تلك الفترة، تزعم التنظيم بسبب خبرته العسكرية التي اكتسبها خلال الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية، ما جعله مؤهلًا لقيادة الفصيل.
وتلا “أبو مسلم الشيشاني” الذي بايع تنظيم “الدولة الإسلامية”، القائد الحالي “مسلم الشيشاني” (أبو الوليد)، صاحب الخلاف مع “تحرير الشام” حاليًا، والذي يمتلك خبرة أيضًا في حروب الشيشان.
“نحن السلطة”
وتطرّق بيان الكتيبة إلى محادثة جرت بين “الشيشاني” ومسؤول جهاز الأمن العام لـ”تحرير الشام” على خلفية استدعاء القيادي، إذ قال مسؤول الأمن، إن السلطة الحقيقية في الشمال السوري هي بيد “تحرير الشام” التي بدورها لن تسمح بإقامة قوة عسكرية في الشمال السوري دون أن تكون منضوية تحت صفوفها، بحسب البيان.
وأضاف “الشيشاني” أن المسؤول الأمني في “الهيئة” طلب صراحة تفكيك الجماعة ومغادرة إدلب.
واعترض “الشيشاني” على أن الخطاب الذي وجهته “تحرير الشام” كان موجهًا فقط لكتيبة “جنود الشام” دون غيرها من الفصائل الأجنبية الموجودة في المنطقة، مبديًا استغرابه من الخطوة التي اتخذتها “الهيئة”.
وأوضح البيان أنه “على عكس ما يحاول الإعلام الروسي ترويجه منذ حرب الشيشان حتى الآن، فإن كتيبة (جنود الشام) لا تؤذي حتى الجنود الأسرى من قوات النظام، كما كانت لا تؤذي الأسرى من الجيش الروسي في الشيشان”.
واعتبر “الشيشاني” أن وجود كثير من المجندين إجباريًا ضمن صفوف قوات النظام الآن وضمن صفوف الجيش الروسي سابقًا، كان يدفع بكتيبته إلى إطلاق سراح العديد من الأسرى التابعين للجيش الروسي سابقًا كما يفعل مع أسرى جيش النظام حاليًا.
وورد في البيان أنه عند سؤال “الشيشاني” لمسؤول الأمن العام التابع لـ”تحرير الشام” عن سبب طلب “الهيئة” مغادرة “جنود الشام” مع العلم أن “الشيشاني” مطلوب دوليًا بسبب قتاله في سوريا بالتحديد وليس بسبب قتاله في الشيشان، أجابه المسؤول أن مصلحة الجماعة مقدّمة على مصلحة الأفراد، إذ اعتبرت “الهيئة” أن وجود “الشيشاني” خطر على الجميع.
وبينما لم يعلن “الشيشاني” في بيانه عن نيته مغادرة الأراضي السورية بشكل صريح، قال إنه من غير الممكن أن يدع وجوده يشكّل خطرًا على الشعب السوري، بحسب تعبيره.
ما موقف “تحرير الشام”؟
وردت “هيئة تحرير الشام” على ما نشره الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم حول إخراج فصيل “جنود الشام” من إدلب شمال غربي سوريا أو الانضمام إليها، مشيرة إلى وجود أشخاص ارتكبوا تجاوزات أمنية وقضائية منتسبين إلى الفصيل.
وقال مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، في بيان وصلت إلى عنب بلدي نسخة منه، في 29 من حزيران الماضي، إن الأجهزة الأمنية “نجحت في ضبط الأمن ومحاربة كل أنواع الجريمة على اختلافها، وأمام هذا التحدي لجأ بعض الجناة والمطلوبين إلى التستر والتخفي تحت أسماء مجاميع صغيرة للتغطية على جرائمهم”.
وأضاف تقي الدين أن “التخفي جريمة أخرى لها مآلات سلبية، ولن تسمح به الجهات القائمة اليوم على الشمال المحرر”.
وبحسب المسؤول، من بين المجموعات التي تتستر على مطلوبين للأجهزة الأمنية فصيل “جنود الشام”، إذ ثبت ضلوع بعض المنتسبين إليه في قضايا أمنية وجنائية.
وأشار تقي الدين في البيان إلى أنه طلب من قادات هذه المجموعات التعاون لضبط المتجاوزين ومحاسبتهم أصولًا، “إلا أن الأمر لم يواجَه بمسؤولية، ونُشرت إثره إشاعة مفادها إخراج المجموعة من إدلب”، لافتًا إلى أن جبهات القتال مفتوحة للجميع، بحسب تعبيره.
من يدير الوضع عسكريًا في إدلب؟
وتسيطر “تحرير الشام” على محافظة إدلب وجزء من أرياف حلب الغربي واللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة.
وشهدت محافظة إدلب العديد من الخلافات بين “الهيئة” وفصائل أخرى، بدأت عام 2014 بخلاف بين “تحرير الشام” (جبهة النصرة آنذاك)، و”جبهة ثوار سوريا” وبعض فصائل “الجيش الحر”، وأدت إلى حل تشكيل “جبهة ثوار سوريا” واعتقال قسم كبير من مقاتليه عام 2014.
وتلتها “حركة حزم” الذي أدى خلافها مع “تحرير الشام” إلى حلها بالكامل، بعدما كانت تتلقى دعمها من قبل الولايات المتحدة، باعتبارها أحد أكبر الفصائل “المعتدلة” في سوريا.
وتدار العمليات العسكرية في منطقة سيطرتها عبر غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم “الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة” إلى جانبها.
وجرت اشتباكات بين “تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا” التي تضم فصائل “جهادية” في حزيران 2020، انتهت بتوقيع اتفاق، ومنعت بعدها “الفتح المبين” أي أعمال عسكرية على خطوط التماس مع النظام إلا بتنسيق مع الغرفة.
ويأتي الخلاف بين الجانبين في حين تريد روسيا وتركيا تحييد الجماعات التي تصنفانها بأنها “إرهابية” في المنطقة، وتأمين اتفاق موسكو الذي أقر منذ 5 من آذار 2020، وينص على وقف إطلاق النار، وتشكيل حزام آمن على جانبي الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :