أظهرت الغارات الجوية التي وجهتها أمريكا ضد منشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، الآلية التي تتبعها أمريكا ضد الهجمات العسكرية على قواتها في المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي تحفظ على ذكر اسمه لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم، الجمعة 2 من تموز، “تقع على عاتقنا مسؤولية إثبات أن مهاجمة الأمريكيين لها عواقب، سواء تسببت تلك الهجمات في وقوع إصابات أم لا، إذا ما هاجمتنا فسوف نرد”.
وأضاف المسؤول أن هذه الرسالة، التي تم نقلها إلى إيران عبر القنوات الدبلوماسية، تمثل تحولًا في السياسة الأمريكية عن عهد ترامب.
وأظهر قرار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشن غارات جوية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، كيف تخطط الإدارة الأمريكية للتعامل مع الهجمات على القوات والمنشآت الأمريكية في المنطقة، بينما قال مسؤولون أمريكيون، إن الانتقام كان ممنوعًا من قبل إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب.
عهد ترامب
في عهد ترامب، الذي كان يأمل في سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، وضعت واشنطن خطًا أحمر مختلفًا يقضي بأن قتل الأفراد الأمريكيين من شأنه أن يؤدي إلى رد عسكري أمريكي.
يعتقد كبار المسؤولين في إدارة بايدن أن السياسة لم تفعل شيئًا يُذكَر لردع موجة الهجمات الصاروخية غير المميتة على المنشآت الأمريكية في العراق، التي زادت بشكل كبير في عامي 2019 و2020 بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وبدأت بفرض العديد من العقوبات على اقتصاد طهران.
تثير السياسة الجديدة، المصممة لردع الهجمات “المميتة وغير المميتة”، تساؤلات حول ما الذي سيوقف الضربات المتبادلة من الخروج عن نطاق السيطرة، وكيف تعمل مثل هذه المناوشات على تعزيز هدف إدارة بايدن النهائي المتمثل في سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
بايدن يدافع عن سلطته لشن غارات جوية في العراق وسوريا
استهدفت الضربات الأمريكية الثلاث التي نفذتها طائرات سلاح الجو ، في 27 من حزيران الماضي، مخازن أسلحة تتبع لـ”كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” في سوريا، بحسب “البنتاغون”.
وردت الجهات المستهدفة (كتائب “حزب الله” العراقي وكتائب “سيد الشهداء”)، في 28 من حزيران الماضي، بهجمات صاروخية على القوات الأمريكية، لكنها لم تسفر عن أي قتلى أو جرحى.
وكانت الميليشيات نفذت خمس هجمات بطائرات من دون طيار على منشآت أمريكية، وعلى مزرعة لـ”CIA” في مدينة أربيل.
وأظهرت الهجمات تطورًا تكنولوجيًا متزايدًا أثار قلق البيت الأبيض، وأثارت سلسلة من المناقشات بين الوكالات حول الرد الأمريكي المناسب الذي بلغ ذروته بضربات نهاية الأسبوع الماضي، حسبما قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على الأمر.
تضمنت سلسلة الهجمات الأخيرة طائرات من دون طيار موجهة وشُغلت باستخدام تقنية الـ”GPS” المبرمجة مسبقًا.
وقال مسؤولون غربيون ومساعدو الكونجرس المطلعون على الهجمات، إن طائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات اتبعت مسارًا محددًا مسبقًا لإحداثيات محددة، ما يسمح لها بالغوص في أهداف محمية بشدة.
في حين أن سياسة عدم التسامح المطلق التي تنتهجها إدارة بايدن بشأن هجمات الميليشيات تخاطر بإثارة المزيد من القتال، إذ يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يحاولون تقليل هذه الاحتمالية من خلال الأهداف التي يختارونها والتواصل الدبلوماسي بعد وقوعها.
يهتم المسؤولون الأمريكيون بشكل خاص بالأحداث التي وقعت في آذار 2019، عندما قصفت إدارة ترامب ما وصفته بمواقع الميليشيات في العراق، في أعقاب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل جندي بريطاني واثنين من أفراد الخدمة الأمريكية.
وردت السلطات العراقية بالقول إن الضربة أصابت مستودعًا خاليًا في مطار مدني بكربلاء وقتلت مدنيًا.
لا تعمل إدارة بايدن على أساس قانوني مختلف لاستخدام العمل العسكري في العراق أو سوريا.
وبحسب الصحيفة، أثارت العمليات الأمريكية غضب العراقيين، وزادت من الضغط على الحكومة العراقية في بغداد للمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية.
–