رغم تمكن فصائل المعارضة من تدمير 4 دبابات لقوات الأسد وحلفائه في ريف حلب الجنوبي الغربي، السبت 17 تشرين الأول، واستعادتها قريتي السابقية والضويحي، إلا أن تخوفًا يبديه أهالي المنطقة من وصول أرتال النظام وحلفائه إلى قرية الزربة وبالتالي أوتستراد حلب – دمشق الدولي.
وفي ضوء الزخم الكبير الذي حاول إعلام الأسد تسليطه على “أم المعارك” بحسب مؤيديه، نوثق في هذا التقرير قوى عسكرية من 5 بلدان على الأقل، تتحالف مع قوات الأسد في معارك حلب، وهي:
روسيا
لم يعد خافيًا التدخل الروسي في الأراضي السورية، والذي يزداد يومًا بعد يوم مع ارتفاع وتيرة المعارك في عدة محافظات، أبرزها حلب، حيث يتركز الدور الروسي على تكثيف الغارات الجوية على مناطق سيطرة المعارضة في ريفي حلب الشمالي والجنوبي والشرقي، في تغطية نارية تؤمن تقدمًا بريًا مريحًا لقوات الأسد وحلفائه.
لكن مراقبين وقيادات في الجيش الحر رأوا أن التدخل الروسي لا يقتصر على العمليات الجوية، بل يتعدى ذلك إلى تخطيط وقيادة مباشرة لسير المعارك على الأرض، مستندين إلى شهادات سابقة بتواجد حقيقي لضباط روس في حماة واللاذقية.
الحرس الثوري الإيراني
ظهر قاسم سليماني في ريف حلب إلى جانب عددٍ من جنوده، خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي يؤكد تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في معركة حلب، وجاء ذلك تزامنًا مع تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قبل أيام عن وصول مئات الإيرانيين للبدء بمعركة جديدة شمال سوريا.
وتضم قوات سليماني نخبة من المقاتلين الإيرانيين والأفغان من الطائفة الشيعية، شاركوا سابقًا في معارك اللاذقية ودرعا، إضافة إلى المعارك الدائرة في العراق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
حزب الله اللبناني
أضحت مشاركة قوات حزب الله في معارك سوريا أمرًا اعتياديًا من القصير مرورًا بحمص ودرعا والقلمون والزبداني وحماة، ومؤخرًا في معركة حلب الحالية وجاء ذلك باعتراف إعلام الحزب نفسه.
وقد هلل موقع “جنوب لبنان” التابع لحزب الله، أن نخبة من “مجاهدي الرضوان” يقاتلون في ريف حلب الجنوبي إلى جانب جيش الأسد.
وتعتبر كتيبة “الرضوان” بمثابة قوات النخبة في حزب الله اللبناني، وقتل عدد من أبرز قياداتها خلال العام الحالي، وآخرهم حسن حسين الحاج (أبو محمد الإقليم).
حركة النجباء
تعتبر هذه الميليشيا، من أنشط الفصائل الطائفية العراقية عملًا في سوريا، وشاركت في معظم معارك الجنوب السوري، إضافة إلى مواجهات الساحل والشمال، وأعلنت دخولها في معارك حلب، وسيطرة عناصرها على قرية عبطين بالكامل، السبت 17 تشرين الأول.
والنجباء، حركة مسلحة عراقية، تتبع لعلماء دين شيعة، وتدعمها إيران ماديًا ولوجستيًا من خلال تدريبات وأسلحة خفيفة ومتوسطة، وتقاتل ضمن صفوف قوات “الحشد الشعبي” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق.
الدفاع الوطني
أيضًا بات وجود هذا الجسم أساسيًا في معظم معارك الأسد، وأوجده النظام قبل نحو عامين بعد تطويع مئات المدنيين في مختلف المحافظات السورية، ليكونوا ضمن ميليشيات محلية مأجورة وداعمة للقوات النظامية.
ويؤكد ناشطو الثورة وقوف أقارب بشار الأسد وراء تشكيل “الدفاع الوطني”، أبرزهم رامي مخلوف وذو الهمة شاليش وشقيقه ماهر.
ولوحظ مؤخرًا النفوذ الذي حققته هذه الميليشيا في المدن والبلدات الخاضعة للنظام، لا سيما في حمص وطرطوس واللاذقية وحماة والسويداء، وسط اتهامات بتنفيذ انتهاكات ضد المدنيين من خطف وسلب بتتهديد السلاح.
لا تبدو معركة حلب التي بدأت الخميس 15 تشرين الأول، كسابق مثيلاتها، فالهجوم على مناطق سيطرة المعارضة جنوب غرب المدينة يعتبر الأكبر من نوعه منذ أعوام، ويكتسب فيه نظام الأسد نقاط قوة (أبرزها تزامن هجومه مع هجوم لداعش ضد الجيش الحر) مكنته حتى اللحظة من اقتحام قرية عبطين وتلة الشهيد الاستراتيجية في محيط جبل عزان الخاضع لسيطرة النظام.