دعت واشنطن إلى التحقيق في قضية مقتل شاب سوري تحت التعذيب في أحد السجون التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في مدينة الحسكة شمالي سوريا.
وقالت السفارة الأمريكية في سوريا عبر “تويتر”، اليوم الخميس 1 من تموز، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن وفاة الشاب أمين عيسى العلي في أثناء احتجازه لدى “قسد”، ودعت إلى التحقيق بشكل فوري و”شفاف” في القضية.
تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن وفاة أمين عيسى العلي أثناء احتجازه لدى قوات سوريا الديمقراطية. نحن ندعو إلى تحقيق فوري وشفاف. يجب محاسبة أي شخص تثبت مسؤوليته عن الاعتداء أو إساءة معاملة المحتجزين.
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) July 1, 2021
وكانت شبكات محلية كردية تداولت، الثلاثاء 29 من حزيران، صورًا للشاب أمين عيسى علي، الذي قُتل تحت التعذيب في مدينة الحسكة.
وظهرت آثار التعذيب على جسد الشاب (35 عامًا) الذي اعتقله حزب “الاتحاد الديمقراطي”، الجناح السياسي لـ”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، أبرز الأذرع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا.
وبحسب تقرير طبي لتشريح الجثة، حصلت عليه شبكة “ريباز” المحلية، فإن الضحية تعرض لكسر في الفك ونزيف داخلي في الجمجمة، وضرب على الركبة، إضافة إلى آثار تعذيب أخرى على أماكن متفرقه من جسده.
وكان أحد أقرباء الشاب قال لشبكة “ريباز“، إنه في 22 من حزيران الحالي، توجهت دورية إلى منزل أمين عيسى واعتقلته، وعندما توجه قريبه إلى “قوى الأمن الداخلي” (أسايش)، أخبروه أن ابن عمه مطلوب لدى النيابة العسكرية.
بينما ردت “ردت الإدارة الذاتية” على إدانات ناشطين بحقهم على خلفية وفاة أمين، بأنها تنفي مسؤوليتها عن مقتل معتقل في أحد سجونها بمدينة الحسكة، تحت التعذيب.
وقالت “الإدارة”، الثلاثاء 29 من حزيران، في بيان نشرته عبر “فيس بوك”، إن الكشف على جثة المتوفى في مركز “الإصلاح والتأهيل” بالحسكة (غويران) أمين عيسى علي (35 عامًا)، أظهر عدم تعرضه للعنف، بل كان يعاني من أمراض سابقة ويتناول أدوية لها.
وبحسب البيان، اُعتقل المتهم بتهمة دفع رشى بموجب مذكرة توقيف رسمية صادرة عن الجهات المختصة، وفق الأصول، بحسب تعبيرها.
وذكر البيان أن النتائج الطبية المعلَن عنها حددت سبب الوفاة بسكتة دماغية، أصابت أمين.
وعن الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر آثار التعذيب على جسد أمين، قال البيان إن هذه الصور مفبركة عبر برنامج “فوتوشوب”، ولا تمت للواقع بأي صلة.
وقُتل في سوريا 14 ألفًا و537 سوريًا تحت التعذيب بين آذار 2011 وحزيران الحالي، على يد أطراف الصراع المختلفة في سوريا، بحسب أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وكان النظام مسؤولًا عن مقتل معظم ضحايا التعذيب بنسبة 98.63%، إذ قُتل 14 ألفًا و338 على يد النظام، بينهم 173 طفلًا و74 سيدة.
تلت النظام في المسؤولية عن مقتل أشخاص تحت التعذيب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إذ قتلت 67 شخصًا بينهم طفل وسيدتان.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤول الأول عن تدريب وتمويل “قسد”، في مناطق انتشارها شمالي سوريا.