قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن تجاهل حقوق الأطفال وسط الحرب والاضطرابات “أمر مروّع ومفجع”.
وحث غوتيريش خلال مناقشة مفتوحة عُقدت افتراضيًا في مجلس الأمن، الاثنين 28 من حزيران، الأطراف المتحاربة على إعطاء الأولوية لمنع الانتهاكات ضد الفتيان والفتيات، ودعا الدول إلى دعم حمايتهم في جميع الأوقات.
وأضاف أنه في العام الماضي، حددت الأمم المتحدة 24000 انتهاك جسيم ضد الأطفال في أثناء الصراعات.
Wars are always started by adults – yet it is children who often face their most tragic consequences.
Last year, we identified almost 24,000 grave violations against children during conflict. This is shocking and heartbreaking.
Children must be protected at all times.
— António Guterres (@antonioguterres) June 28, 2021
وقدم غوتيريش تقريره الأخير عن الأطفال والنزاع المسلح، الذي كشف عن وقوع انتهاكات جسيمة العام الماضي بحق حوالي 19300 طفل تضرروا من القتال في دول مثل أفغانستان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
واستخدمت دول العالم خلال صراعاتها أكثر من 8500 طفل حول العالم كجنود في عام 2020، وقُتل نحو 2700 آخرين، إذ ظل التجنيد والاستخدام في الأعمال العدائية يشكلان الانتهاكات الأولى، يليه القتل والتشويه، والحرمان من وصول المساعدات الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
وقال غوتيريش، “ظهرت اتجاهات جديدة ومقلقة للغاية، وهي زيادة هائلة في عدد الأطفال المختطفين، وفي انتهاكات العنف الجنسي ضد الفتيان والفتيات”.
“إننا نرى أيضًا المدارس والمستشفيات تتعرض للهجوم والنهب والتدمير أو الاستخدام المستمر للأغراض العسكرية، مع استهداف المرافق التعليمية والصحية للفتيات بشكل غير متناسب”، حسب قوله.
ازدياد التحديات بفعل جائحة “كورونا”
في حين أن جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) كانت مدمرة للأطفال في جميع أنحاء العالم، ضاعفت الأزمة من التحديات التي يواجهها أولئك الذين علقوا في الصراع، وفقًا لما قالته المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، هنريتا فور، في بيان الأمم المتحدة.
وأضافت، “كنا نأمل أن تحول أطراف النزاع انتباهها من القتال فيما بينها إلى مكافحة الفيروس”، مؤكدة دعم الوكالة لنداء الأمين العام لوقف إطلاق النار على الصعيد العالمي.
“للأسف، كما يظهر هذا التقرير السنوي، ذهبت هذه الدعوة أدراج الرياح”، وبدلًا من إلقاء الأسلحة، تواصل الأطراف المتحاربة القتال، ما يجعل من الصعب على الأمم المتحدة وشركائها الوصول إلى الأطفال المحتاجين”، حسب فور
وأردفت، “كما أن عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر جعلت العمل المتمثل في دعم هؤلاء الأطفال أكثر صعوبة، ما يؤثر على قدرتنا على الوصول إلى الأطفال بالدعم المنقذ للحياة، ويقيّد عملنا لإطلاق سراح الأطفال من صفوف الجماعات المسلحة، ويبطئ جهودنا لتتبع الأطفال ولم شملهم مع أسرهم والبدء بعملية إعادة الإدماج الطويلة”.
انتهاكات جسيمة تعرض لها أطفال في سوريا
وثق تقرير للأمم المتحدة، في 19 من أيار الماضي، وجود انتهاكات جسيمة بحق ملايين من الأطفال السوريين دون سن العاشرة المقيمين في سوريا، في الفترة الواقعة بين تموز 2018 وحزيران 2020.
وذكر التقرير أن قتل الأطفال وتشويههم وتجنيدهم واستخدامهم كان من أكثر الانتهاكات “الجسيمة” التي تحقق منها المشاركون في التقرير.
وأوضح التقرير أن العدد الفعلي للانتهاكات التي تعرض لها الأطفال يصل إلى أكثر من 4724 انتهاكًا، جرت على يد أكثر من 32 طرفًا في النزاع داخل الأراضي السورية.
وأدت الضربات الجوية والقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين، إلى قتل أو تشويه ما لا يقل عن 2700 طفل خلال السنتين الماضيتين، وفقًا للتقرير.
وجُنّد أكثر من 1400 طفل من قبل 25 طرفًا على الأقل من أطراف النزاع المختلفة.
ووفقًا للتقرير، تعرضت المدارس والمستشفيات في عموم المناطق لاعتداءات أثرت على أنظمة الرعاية الصحية والتعليمية الهشة أساسًا، ووثق 236 هجمة على المدارس، و135 اعتداء على المرافق الطبية.
كما حُرم 258 طفلًا من حريتهم بسبب ارتباطهم المزعوم أو الفعلي بأطراف النزاع.
وفي 18 من حزيران الحالي، أدرج الأمين العام للأمم المتحدة قوات النظام السوري على القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال.
كما أدرج أيضًا جيش “ميانمار” وجماعة “الحوثيين” على القائمة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في مناطق النزاعات، لقتلهم أو تشويههم أكثر من 250 طفلًا خلال عام 2020.
–