اللاجئون في الزعتري.. إلى سوريا “وراء در”
مع اقتراب فصل الشتاء بدأ بعض اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بحزم حقائبهم والاستعداد لمغادرته باتجاه سوريا أملًا بظروف معيشية أفضل في ظل الوضع الخدمي والصحي السيئ منذ تموز 2012، وهو تاريخ تأسيس المخيم.
ويعتبر مخيم الزعتري أكبر تجمع بشري للاجئين السوريين حول العالم، ويقع في منطقة صحراوية شمال شرق عمان بحوالي 85 كم، ويضم حوال 100 ألف سوري معظمهم من المحافظات الجنوبية.
وقالت الأمم المتحدة إنّ الوضع المالي للاجئين السوريين في الأردن، دفع أعدادًا كبيرة منهم في الأشهر الأخيرة للعودة إلى بلادهم رغم الخطر هناك، مبديةً قلقها على سلامتهم.
وبحسب شهادات مواطنين عادوا إلى مدينة درعا وريفها، فإن سبب مغادرتهم المخيم هو تخوفهم من تكرار سيناريو الشتاء الماضي وصعوبة العيش وسط درجة حرارة دون مستوى الصفر، وهو ما عرض حياة الكثير من الأطفال والجرحى للخطر.
وشهد المخيم في فترات متقطعة أحداثًا مأساوية كاحتراق الخيم ما أدى إلى وفاة عدد من اللاجئين.
ونقل مراسل عنب بلدي عن أحد المواطنين الذين عادوا إلى ريف درعا أول أمس تاركًا المخيم، أن ظروف العيش في المخيم تصبح أكثر قسوة في فصل الشتاء، وقد عاش اللاجئون العام الماضي معاناة كبيرة بسبب الثلوج والأمطار وتدني مستوى الخدمات وخاصة البنية التحتية.
وبحسب مصدر مطلع على أمور المخيم، يغادر المخيم يوميًا حوالي 150 إلى 200 شخص، يعودون أدراجهم إلى سوريا وغالبًا ما يبدؤون حياة جديدة في مجالات الزراعة وإعادة ترميم ما دمرته الآلة العسكرية في البلدات والمدن الجنوبية وخاصة بصرى الشام والجيزة والمسيفرة.
ويعيش الآن في المخيم نحو 60 ألف مواطن سوري بعدما كانوا نحو 100 ألف لاجئ.
ولا يزال أعداد اللاجئين السوريين الذين قرروا ترك مخيمات الأردن والعودة إلى بلادهم، يتزايد باستمرار، حيث سجّل متوسّط العودة، شهر آب الماضي، 66 لاجئًا يوميًّا، بينما يتجاوز الآن 100 وفق تقرير نشرته BBC .
إلى ذلك، نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصدر سياسي أردني تشاؤم عمان من ضآلة الأرقام المحتملة للعائدين من اللاجئين السوريين إلى وطنهم حتى وإن وضعت الحرب أوزارها في سوريا.
وأعلن المصدر أن أرقام دراسات دولية تفيد بأن نحو 35% منهم فقط سيعودون، فيما سيبقى 65% في دول اللجوء.
وكانت الأمم المتحدة أكّدت أن اللاجئين السوريين في الأردن يعانون من ظروف مالية صعبة جدًا، وأن 86% منهم يعيشون تحت خط الفقر الأردني، المقدّر بـ 96 دولارًا في الشهر.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :