بررت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري، في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف لـ26 من حزيران، انتشار المخدرات في سوريا وتهريبها منها لدول العالم.
وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات في الوزارة، نضال جريج، إن سبب ازدياد عدد الأشخاص المتورطين بجرائم المخدرات والكميات المضبوطة منها خلال السنوات الأخيرة يعود للموقع الجغرافي لسوريا وتوسطها القارات، ما جعلها بلد عبور بين الدول المنتجة والدول المستهلكة للمخدرات.
وأرجع جريج الانتشار أيضًا إلى الظروف السياسية والأمنية “المعقدة” في المنطقة، واستغلال الحدود لتنفيذ الغايات الإجرامية واستخدام المخدرات كإحدى أدوات الإرهاب الموجه الذي تتعرض له سوريا بهدف تدمير ركائز الأمن والاستقرار الوطني بها ونشر الفوضى فيها، بحسب تعبيره.
وتحدث جريج عن إحباط العديد من عمليات تهريب المواد المخدرة والشبكات العاملة، مشيرًا إلى تحرير 7670 قضية و9837 متهمًا في سوريا لعام 2020.
وتنوعت القضايا المضبوطة، بحسب جريج، بين ضبط أكثر من 4863 كيلو حشيش مخدر وأكثر من 26 مليون حبة كبتاغون ونحو 427 ألفحبة دوائية نفسية وأكثر من أربعة كيلوغرامات هروئين وأكثر من 219 غرامًا من الكوكائين وأكثر من 517 من بذور القنب الهندي و27 غرامًا من ماريجوانا و200 غرام من الامفيتامين و93 غرامًا من سيليفا و55 غرامًا من زيت الحشيش.
وبين جريج أن الاستراتيجية المتبعة في مكافحة المخدرات تعتمد على سياسة مكافحة العرض، وخفض الطلب، والقيام بجميع وسائل التوعية من ندوات ووسائل إعلام ومحاضرات ونشرات دورية وغيرها.
واتجه النظام السوري إلى تهريب المخدرات للعالم بشحنات وكميات تحطم بعضها الأرقام القياسية، إثر تردّي الوضع الاقتصادي في سوريا، نتيجة تمويله آلة الحرب العسكرية، والانخفاض المتسارع في قيمة العملة، جراء السياسات الاقتصادية الفاشلة، ولرغبته في البحث عن مصدر تمويل لا ينضب.
ووفقًا لتحقيق نشره موقع “الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP)، في 16 من حزيران الحالي، فإن تجارة المخدرات ازدهرت في سوريا بالآونة الأخيرة على يد مرتبطين بعائلة الأسد.
وبيّن التحقيق أنه في عام 2018 ضبطت الحكومة اليونانية شحنة من الحشيش ومخدر “الكبتاغون”، تزيد قيمتها على مئة مليون دولار، مشيرًا إلى ضلوع مجرمين ذوي صلة بعائلة الأسد، وعصابة في ليبيا، إلى جانب شركات وهمية مسجلة في العاصمة البريطانية، لندن.
وتشير دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث (كوار)، في 27 من نيسان الماضي، أن سوريا مركز عالمي لإنتاج “الكبتاغون” المخدّر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورًا تقنيًا في تصنيع المخدرات، من أي وقت مضى.
وبلغت قيمة صادرات سوريا من “الكبتاغون” عام 2020، ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار أمريكي، وفقًا للدراسة، التي لفتت أيضًا إلى استفادة النظام السوري من توسيع نطاق سيطرته العسكرية على الأرض، ما أتاح له ولحلفائه الإقليميين ترسيخ دورهم باعتبارهم مستفيدين رئيسين من تجارة المخدرات في سوريا.