قال وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، آلان حكيم، الجمعة 16 تشرين الأول، إن كلفة تصدير 335 ألف طن من النفايات إلى سوريا تتراوح بين 20 إلى 40 مليون دولار، وهي أقل مما كانت ستدفعه الدولة لشركة “سوكلين” خلال هذه الفترة، والتي تصل إلى 62 مليون دولار.
ووفقًا لصحيفة النهار اللبنانية، أضاف الحكيم “كنا من أوائل الذين طرحوا التصدير كحلّ ولم يتمّ تبني اقتراحنا، لكن التجربة أثبتت أن هذا الحل هو الوحيد حاليًا، وعدم القبول به يعني استمرار أزمة النفايات”.
سوريا أم العراق؟
وتابع الحكيم “أعربت كل من سوريا والعراق عن استعدادهما لاستقبال نفايات لبنان، وهذا الأمر يجب أخذه على محمل الجد والتفكير في خطة بديلة في حال فشلنا في تنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيب”.
وعن إمكانية إرسال النفايات إلى سوريا عبر البر رغم أن الطرق قد لا تكون سالكة، قال حكيم: “لا يمكن القول إذا ما كانت الطرق سالكة أم لا في سوريا، خصوصًا أننا لا نعلم أين سيتم طمر هذه النفايات في سوريا أو في العراق، لذا كل ما يهمنا هو تصدير هذه النفايات في هذه اللحظة قبل أن تأخذ الأمور منحىً مأساويًا”.
وأوضح الوزير اللبناني أن المشاورات السياسية ما زالت مستمرّة لعقد جلسة حكومية يكون موضوعها الأوحد إقرار خطة وزير الزراعة أكرم شهيب بتفاصيلها الأخيرة، وإذا كان كل الفرقاء أعربوا عن عدم اعتراضهم على هذا الأمر، إلا أن التصعيد السياسي قد يحول دون عقد هذه الجلسة وبالتالي، فإن أزمة النفايات ستستمر خلال فصل الشتاء وستكون لها تداعيات وخيمة.
وكانت الحكومة اللبنانية وافقت منذ نحو 33 يومًا على خطة الوزير شهيب، لكن إلى الآن لم تتمكن الحكومة من تنفيذها.
335 ألف طن “نفايات” في الشوارع
ويشكل التأخر في تطبيق الخطة خطرًا كبيرًا على البيئة من ناحية حلول فصل الشتاء من جهة وتراكم النفايات، فقد تراكم منذ 17 تمّوز 2015 (تاريخ إقفال مطمر الناعمة) حتى اليوم أكثر من 335 ألف طن في شوارع لبنان وفي أحراجه، وفق أرقام الجمعيات البيئية، ما يهدد المياه الجوفية والبيئة عامة إضافة إلى انتشار الأمراض مع هطول الأمطار.
وتكمن العقدة الأساسية في ملف النفايات اللبناني، في إيجاد مطامر بديلة لمطمر الناعمة الذي، وبحسب خطة شهيب، سيفتح أبوابه 7 أيام لاستقبال النفايات المتراكمة في بيروت.
تدخل “عسكري”
وأوضح الحكيم حول هذه النقطة “أن مشكلة إيجاد مطامر بديلة أخذت أبعادًا مناطقية ومذهبية من الصعب تخطيها، في وقت يلعب عامل الوقت ضد خطة الحكومة”، مضيفًا أن “الإسراع في تنفيذ هذه الخطة يتطلب استخدام القوّة من القوى العسكرية وهذا الأمر ليس محبذًا في وقت نشهد فيه تأججًا للوضع الإقليمي مع التدخل العسكري الروسي في سوريا، واستمرار الاحتجاجات الشعبية”.
وكانت صحيفة الجمهورية اللبنانية قالت مطلع تشرين الأول إن اتصالات لبنانية عبر قنوات خاصة جرَت مع سلطات النظام السوري التي أبدت استعدادها لأخذ نفايات لبنان ومعالجتها داخل أراضيها، أو نقلِها عبر حدودها إلى العراق الذي أبدى بدوره استعدادَه لاستقبال جزء منها، عبر عروض مشجّعة.
ووفقًا لما أوردت الصحيفة، فإن استعداد النظام السوري للمساهمة بحل مشكلة النفايات يعود بدرجة كبيرة إلى اعتبار أن مئات آلاف اللاجئين السوريين يحتضنهم لبنان، وهم يساهمون بشكل أو بآخر في زيادة حجم النفايات.
وشهد البلد خلال الفترة الماضية تظاهرات ضد الحكومة بسبب أزمة النفايات، حملت شعار “طلعت ريحتكم”، وطالبت السياسيين بالاستقالة من مناصبهم.
–